أبرز الأخبار

عامل تنظيفات يقود شبكة لتهريب الأشخاص عبر البحر

لا تزال تجارة تهريب الأشخاص عبر البحر ناشطة انطلاقاً من الشواطئ اللبنانية باتجاه البلدان الأوروبية، ولا تقتصر جنسيات ضحاياها على اللبنانيين والسوريين فقط وإنما تتعداها إلى جنسيات أخرى ممن يجدون في بعض الدول الأوروبية الملاذ الآمن

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

شهدت السنوات الأخيرة ازدياداً ملحوظاً لرحلات تهريب الأشخاص عبر البحر التي تنظّمها شبكات ومافيات كبرى. ورغم غرق العديد من الزوارق وموت وفقدان المئات، لا تزال هذه التجارة ناشطة انطلاقاً من الشواطئ اللبنانية باتجاه البلدان الأوروبية، ولا تقتصر جنسيات ضحاياها على اللبنانيين والسوريين فقط وإنما تتعداها إلى جنسيات أخرى ممن يجدون في بعض الدول الأوروبية الملاذ الآمن.
وإصراراً منها على مراقبة وقمع الهجرة غير الشرعية التي كادت مؤخراً أن تطيح بالعلاقات بين لبنان ودول أوروبية، تكثّف الأجهزة الأمنية من وجودها لوجستياً وهي توظّف إمكاناتها المعلوماتيّة والتكنولوجية من أجل كبح تلك الظاهرة الخطرة، وتعمد إلى توقيف عصابات تهريب الأشخاص، ومن بينها شبكة تسهّل سفر عائلات بنغلادشية ومن جنسيات مختلفة عبر البحر إلى دولٍ أوروبية عن طريق اليونان.
فكيف استُدرج أحد أفراد الشبكة المذكورة إلى الأمن العام؟
علم “هنا لبنان” أنّه بناء على قرار المدير العام للأمن العام، القاضي بتوقيف المدعى عليه “شاهالام أ.ط” (بنغلادشي، مواليد (1972، تمّ استدراج الأخير إلى شعبة بيروت في دائرة الأمن القومي في الأمن العام وخلال الاستماع إليه من قبل الدائرة المذكورة، أفاد بأنّه يعمل بصفة عامل تنظيف لدى إحدى الشركات الكبرى منذ حوالي ثماني عشرة سنة.
فوراً، تمّت إحالة المدعى عليه إلى دائرة التحقيق الأمني- مكتب شؤون المعلومات في الأمن العام للتحقيق معه، حول وجود معلومات بحقّه عن نشاطه في مجال تهريب الأشخاص، ولدى مراجعة مكتب شؤون المكننة في الأمن العام، تبيّن وجود عدة حركات تنقّل له، أما دائرة المحفوظات الأمنية فأظهرت ورود كتاب من قبل الاستخبارات الإيطالية مؤرخ في الثامن من آب 2023، عن مجموعة من الأشخاص يقومون بتهريب أشخاص من لبنان إلى أوروبا عن طريق اليونان، وقد ورد اسم المدعى عليه “شاهالام” من بين المهرّبين الموجودين في لبنان، وعند الاستماع إليه مجدّداً، أفاد أنه دخل لبنان بطريقة نظامية عام 1997 وما زال في لبنان لغاية تاريخه، وأنّ إقامته منتهية الصلاحية منذ العام 2019 بسبب وجود شكوى مقدّمة ضده، منكراً قيامه بتهريب الأشخاص أو معرفته بأيّ شخص يعمل في مجال التهريب، ولدى تفريغ محتوى هاتفه الخلوي، عثر فيه على صورٍ للعديد من جوازات السفر البنغلادشيّة وصور إقامات لبنانيّة لأشخاص بنغلادشيين ما أثار الشكوك حوله أكثر.
قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب الذي تولى التحقيق في القضية، أصدر قراره الظني، طالباً اعتبار فعل المدعى عليه شاهالام أبو طاهر المتعلّق بجرم تهريب أشخاص من لبنان إلى أوروبا عبر المعابر الشرعية، ينطبق على أحكام المادة 33 أجانب معطوفة على 219 من قانون العقوبات اللبناني وأحاله للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت.
إشارة إلى أنّه عام 2023، وصل عدد المهاجرين إلى اليونان عن طريق البحر إلى 41 ألف مهاجر، أي بارتفاع ملحوظ عن الأرقام المسجّلة في عام 2022 والتي فاقت الـ 12758 مهاجراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى