أبرز الأخبار

“التقاطع” الذي قصم ظهر المسيحيين… وأجهز عليهم!

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

منذ أن اندلعت الحرب اللبنانية في العام ١٩٧٥ ، دخل “فيروس” الشعارات إلى الحياة السياسية اللبنانية، فكان للحرب عناوين طائفية ومذهبية بغضاء،وشعارات أشبه بالقاطرات تسير بقوافل اللبنانيين الى قعر الاودية… وجهنم كما حصل خلال السنوات القليلة الاخيرة.
أحد الشعارات “المودرن” الذي طاف على سطح التجاذبات السياسية خاصة المسيحية منها، شعار ” التقاطع” وهو اتخذ اشكالاً وصيغاً مختلفة ،فكان يتردد من حين لآخر، ولا يطل برأسه الا بعد أن تصل المفاوضات الناتجة عن خلافات بين القوى المسيحية الى طريق مسدود.
“التقاطع” لم يكن عملياً الا مرادفاً لل ” مخرج” او لل ” منفذ” او لمقولة ” أهون الشرين ام للحلول الوسطية الترقيعية، واحياناً لتحاشي المواجهة بين فريقين مسيحيين، فكان اتفاق معراب على سبيل المثال لا الحصر،” تخريجة” و ” توليفة افضل الممكن” صبغت بلون ” المحافظة على وحدة المسيحيين” لكنها فعلياً اوصلتهم الى جهنم الحمراء بشهادة من استفاد من الاتفاق وقلب الطاولة على حليفه ( الظرفي) القواتي بعد انكشاف أمره بأن ما حيك كان فخاً مدبراً وحيلة انطلت على” خيك ” بعد رفع الشعار الشهير” اوعا خيك ” فكان” خيك” اولى ضحايا المشروع الانقلابي.
بعد تقاطع العام ٢٠١٦،جاء تقاطع العام ٢٠٢٣ الذي ظلل مشروع ترشيح الوزير ازعور لرئاسة الجمهورية والتي لم يكن لا التيار ولا القوات مقتنعين به، لكنه كان ذاك الزواج اشبه بزواج المتعة لغاية ورغبة ما قبل ان يتلاشى، وتتلاشى معه الاسماء، ويصبح مشروع التقاطع “مقطعاً إرباً إرباً”…
اليوم يطرح اسم السفير جورج خوري لرئاسة الجمهورية ،ويشيع ان البطريرك الراعي غير بعيد عن هذا ” التقاطع” والاكثر غرابة ما ادلى به النائب ميشال معوض ومفاده أنه يرغب في إنشاء” تقاطع “مع التيار الوطني الحر، دون شرح كيف يبنى هذا التقاطع وعلى اي اساس بعيد عن المشروع السياسي واي ثوابت اساسية سوف يكرسها هذا التقاطع طالما كل من الفريقين ينتمي لفريق سياسي واستراتيجية بعيدة كل البعد عن الفريق الآخر وكليهما على خصومة حادة مع بعضهما البعض، ولكل منهما مرشحه لرئاسة الجمهورية ،ما يدخل مجدداً بكركي في بازارات تبقى في غنى عنها ما لم يتم توافق القادة المسيحيين ونوابهم ووزراؤهم على ورقة عمل ومسلمات تصلح لتكريس تقاطع فيما بينها…
هل بكركي تعي خطورة رعاية “تقاطعات” عقيمة تقوم على شعارات موسمية فارغة يرفعها المسيحيون لا تحاكي المرحلتين الحاضرة والمقبلة أم أن أمراء الحرب يورطون بكركي في صراعاتهم ،فيقود التقاطع الفاشل كل المسيحيين الى الفشل الحتمي… فالانهيار ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى