أبرز الأخبار

الحقصة الكاملة لـ”تخلّي” الثنائي الشيعي عن فرنجية

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

ليس هناك أوضح من خطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله لتقبّل حقيقة أن موعد نهاية الحرب ليس قريباً كما تتمنى غالبية الشعب اللبناني، بل كل ما نشهده على حدود لبنان الجنوبية من اعتداءات إسرائيلية وردود عليها من الجانب اللبناني سيتسمر إلى أجلٍ غير مسمى.

حضّر السيد نصرالله الرأي العام للتأقلم مع حرب استنزاف طويلة، ما يعني أنها لن تنتهي في رمضان ولا بعد عيد الفطر، وهذا ما كان واضحاً من تأكيد نصرالله أن لا أفق قريباً للتوصل إلى حل يوقف الحرب لا على جبهة غزة ولا في لبنان.


وكان لافتاً أن أمين عام الحزب رفع من موقعية وشأن حركة “حماس” عندما اعتبر أنها تفاوض بالنيابة عن كل فصائل المقاومة في غزة وكل محور المقاومة وجبهات الإسناد، وهذا له تاثيره المعنوي على الرأي العام العربي الذي يتعاطف مع حركة “حماس”.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن كل محاولات فصل جبهة غزة عن لبنان كما أراد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ممثلاً الولايات المتحدة، نسفه نصرالله في خطابه عبر تأكيده على الوقوف خلف “حماس” في شروطها خصوصاً لجهة رفض هدنة مؤقتة مع تبادل أسرى والإصرار على ربط التبادل بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي وفكّ الحصار.

والمثير للقلق وفق المصادر، هو تأكيد السيد نصر الله أن جبهات الإسناد ستستمر في مساندة المقاومة في غزة بهذه الشروط، وأنها مستمرة في قبولها خوض حرب استنزاف غير معلومة الأجل، سمّاها “العضّ على الأصابع”.

ولفتت المصادر، إلى أن الإجتهادات المتعدّدة حول دور المقاومة في الجنوب مفهومة، وهي جزء من مشهد سياسي تقليدي لا يؤثر سلباً على أداء المقاومة وهناك قدرة على التعايش معه، مهما بلغت حدّة بعض الخطاب المناوئ.

وبما أن نصرالله تجنّب الحديث عن الملف الرئاسي، أوضحت المصادر أن الحزب يولي ملف الحرب أهميةً مطلقة تفوق أهمية أي أمر آخر، مشيرة إلى أن الرئيس نبيه بري يقوم بالحراك المطلوب بهذا الشأن.

وأكدت أن هناك تفاهماً كاملاً بين الرئيس بري و”حزب الله” في الموضوع الرئاسي حول فرنجية، مشيرة إلى أن المبادرات مطلوبة ضمن اتفاق مع الثنائي الشيعي، وأي محاولة للإلتفاف على طروحات الرئيس بري الحوارية مكشوفة وغير مجدية.

ولذلك كل الرهانات والمحاولات التي عوّل عليها الكثيرون على التوالي( كالتيار الوطني الحر وكتلة الإعتدال والخماسية…) حول فصل الرئيس بري عن الحزب، بحكم أن لديه منطلقات رئاسية أكثر ليونة وانفتاحاً على أكثر من خيار، باءت بالفشل بعدما اصطدمت بتفاهمٍ صلب بين الرئيس بري والحزب، يشكّل البوصلة الحقيقية لأي تسوية يقبل بها الثنائي، وحيث قد تختلف ضمنه الأدوار، إنما يبقى هدفه النهائي موحداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى