أبرز الأخبار

بري يطيح بمرشحه فرنجية

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

دخل شهر رمضان على اللبنانيين، ولم يدخل الرئيس الجديد إلى قصر بعبدا بعد، وكأن هذا القصر محكوم عليه بالشغور الطويل الذي قد يمتد إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما نراه ونسمعه من لسان السياسيين نفسهم المعنيين بإنجاز هذا الاستحقاق.

مبادرة تكتل الاعتدال التي يرى البعض فيها أنها مبادرة جدية قد تنجح في إحداث الخرق التاريخي، والتي تنال من جهة غطاء اللقاء الخماسي، ومن جهة أخرى الرئيس نبيه بري، ليس مفهوماً أي طريق ستسلك بعد عيد الفطر، ومن غير الواضح على ماذا ترتكز ولمصلحة من.

أصحاب هذه المبادرة يصرون على إشاعة الأجواء الإيجابية، خصوصاً من عين التينة كما فعلوا يوم السبت بعد لقائهم الرئيس بري. حتى أصبحنا نعتقد أن الدخان الأبيض سيصعد بين لحظة وأخرى.

إيجابية بري غير الواضحة بالنسبة لكثيرين لا يمكن إلا أن تكون مثيرة للريبة، فكيف يمكن لرئيس المجلس أن يبدي تعاوناً وتفاعلاً وتفاؤلاـً مع مبادرة هي حتماً لا تخدم مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية! وهل بري فعلاً وافق على فتح جلسات انتخابية بدورات متتالية؟

لذلك لا بد من التدقيق في جلسة يوم السبت وما يمكن أن يخرج منها في قادم الأيام، لكن بحسب مصادر مطلعة فإن إيجابية بري يمكن حصرها بأمر من ثلاث.

الاول، أن يكون بري مراهناً على رفض المعارضة، وعلى رأسها القوات اللبنانية للحوار بالشكل الذي سبق وطرحه بري نفسه، والذي يتضمن آلية محددة كانت قوى المعارضة قد رفضتها سابقاً.

الأمر الثاني، أن يكون بري قد أنجز deal رئاسياً ضمنياً مع التيار الوطني الحر، وتكتل الاعتدال وكتلة اللقاء الديمقراطي لإيصال مرشحه الخفي.

الأمر الثالث، أن يكون بري قد قرر خوض مغامرة او مجازفة رئاسية تنتهي بانتخاب الوزير السابق جهاد أزعور بالدورة الثانية في تكرار لجلسة الرابع عشر من حزيران، مع إضافة أصوات إضافية على أصوات أزعور الـ59 في الدورة الثانية.

لكن إعادة تجديد بري التزاماته بمضمون مبادرة كتلة الاعتدال (بإستثناء شكل الحوار) شكّل مفاجأة، وأثار تساؤلات كثيرة لدى عدّة أوساط تحاول أن تفهم فيما لو طرأ فعلاً أي جديد لديه، ينقله من موقع المتمسّك بمرشحه إلى موقع المتنازل عنه وفاتح أبواب صفقة على أسماء جديدة أو إلى موقع الاستسلام لأي نتيجة ممكن أن تنتج عن الدورات المتتالية رافعاً عنه ضغط الوقت والخماسية.

الجواب في الأيام المقبلة، لكن مما لا شك فيه، أن الكثيرين في الداخل والخارج من الذين كانوا بإنتظار تصدّع جبهة المرشح فرنجية، يأملون اليوم أن تكون الإشارات التي تصدر عن الرئيس بري، ترجمة حقيقية لهذا التصدّع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى