أبرز الأخبار

أبرز ما تناولته الصحف اليوم الإثنين ١١ / ٣ / ٢٠٢٤ 

Almarsadonline
أبرز ما تناولته الصحف اليوم الإثنين ١١ / ٣ / ٢٠٢٤

كتبت النهار
صُنفت مجزرة خربة سلم التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي ليل السبت الفائت وأودت بعائلة مرجي الأب والأم والولدين، في خانة سادس أو سابع “المجازر العائلية” منذ الثامن من تشرين الأول الماضي ضمن قافلة ضحايا وشهداء يقترب عددهم من الـ 300، ناهيك عن نحو مئة ألف نازح جنوبي ودمار على الطراز الغزاوي يطاول نحو 40 بلدة وقرية على امتداد شريط المواجهات. كان “من المفترض”، أو كان مراهناً عليه، أو كان مأمولاً، ان تكون عشية بدء شهر رمضان فاتحة تبريد على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل “ربطاً” بهدنة غزة، ولكن الافتراض ذهب بجريرة الإحباط واليأس المتسع من أن تكون لحرب غزة نهاية، وتالياً سيمرّ رمضان وما بعد رمضان والاستنزاف الحربي التدميري المفتوح على مزيد من مجازر إسرائيلية في الجنوب وربما أبعد من دون أي قدرة على ردع هذه الحرب المفتوحة على لا موعد ولا تاريخ.
نسوق ذلك من ذعر الجنوبيين خصوصاً واللبنانيين عموماً حيال سقوط أوهام عُلّقت على جهود خارجية لوقف حرب الجنوب مثلما عُلّقت قبلها ومعها وبعدها أوهام إنهاء ازمة الفراغ الرئاسي بتدخلات خارجية، فاذا بنا الآن كلبنانيين مقصوصي الأجنحة محاصرين تماما بخيبات الاستنزافين المفتوحين بلا مواعيد وبلا تواريخ وبلا حدود للانهيارات. ولسنا لننكأ جراحاً أو نبتكر معادلات تخويف فيما الخوف يلازمنا حيال مراحل مقبلة مفتوحة على مزيد من الاستنزاف، إن توقفنا أمام ظاهرة تخويف اللبنانيين بمواعيد مزعومة محددة راجت أخيراً عن غزو بري إسرائيلي أو تطورات حربية كبيرة أو ما سوى ذلك من نبوءات قاتمة لنعاين أيّ مسار تدفعنا اليه منطقة تغلي فوق المواجهات الحربية وتكاد تتفلت من كل ردع للانفجارات العابرة للدول. لعل أشد ما يثير القلق من ان تكون الجبهة الجنوبية صارت متفلتة من أي أفق زمني، ليس ربطها القسري القهري بحرب غزة فحسب، بل لأن تطور المعادلات الحربية على هذه الجبهة مع دخولها الشهر السادس يدفع الى واجهة الاحتمالات ما يرجِّح ان إسرائيل قد تعمد الى خيار أقل كلفة وتهوراً من الاجتياح البري واستبداله باستنزاف مديد يوسع جغرافية الدمار والتهجير والمجازر في طول جنوب الليطاني وعرضه الى أمد غير منظور. ما يفاقم هذا الاحتمال المخيف السقوط المبين للجهود الدولية أكثر فأكثر حيال هدنة غزة والتي جمّدت على نار إخفاقها مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ولكن لا يعني ذلك حكماً صدقية الترويج والتهويل باجتياح بري إسرائيلي للبنان أو لبعض جنوبه. ولكن رغم العوائق الجدية التي تستبعد التسليم باحتمال الاجتياح البري، واهمها ميزان الرعب التدميري الشامل على ضفتي الحرب، فان مشهد الاستنزاف الحاصل راهناً من الجهة اللبنانية يكفينا وحده لاستباق كل ما قد يكون جارياً تخطيطه في غرف العمليات الحربية والميدانية لتصور ماذا يمكن ان يحل بلبنان كله إن مضت الشهور تلو الشهور والاستنزاف يقضم الجنوب من حدوده الى حدود الليطاني؟ إسرائيل المتفرجة الآن “بسعادة” مفرطة على المنازلة الانتخابية في الولايات المتحدة قد تستسيغ تمديد حربَي الاستنزاف في غزة وجنوب لبنان الى أمد مفتوح بما يوسع جغرافية هذه الحرب من دون ان تبلغ حدود التهور باجتياح للبنان. فهل تراها “الدولة” في لبنان أعدّت لهذا الاحتمال مع “المقاومة”؟ أم ان التجرؤ على إثارة أيّ مسؤول لاحتمال كهذا سيعدّ “تخويناً” على غرار كل الجاري في ظل سلطة الممانعة ودولتها المقدامة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى