“الصراع يحتدم”… هل بدأت مرحلة وراثة “الحريرية السياسية”؟
في تطوّرٍ “لافت وخطير” إدّعت القاضية غادة عون على مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أمام قاضي التحقيق الاوّل في جبل لبنان بتهمة التمرّد وعرقلة التحقيق بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من خلال إعاقة تنفيذ القرارات القضائية.
في هذا الإطار أوضح المحلل السياسي نضال السبع في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “بالإدعاء على عثمان وملاحقة سلامة يستفيد “التيار الوطني الحر”، وجبران باسيل تحديداً إذ يظهر كحامل لراية مكافحة الفساد”.
ورأى السبع أنّ “الادعاء على اللواء عثمان هو جزء من تصفية الحسابات السياسية قبل مرحلة الانتخابات، ومن الواضح أننا منذ الآن نشهد وراثة للحريرية السياسية، فمن المعروف أن هذا الموقع هو لآل الحريري واالواء عثمان يحظى بدعم الرئيس سعد الحريري، وإذا تم استبعاده عن هذا الموقع سيتم تركيب مشهد جديد”.
وقال السبع: “من هنا نحن نتكلّم عن موقعَين مهمّين جداً، حاكمية مصرف لبنان ومدير عام قوى الأمن الداخلي أقوى وأكبر جهاز أمني في لبنان، وعملياً تغيير هذين الموقعين هو بمثابة “إنقلاب هادئ” في لبنان”.
أضاف: “والأمر لن يتوقّف عند هذيْن الموقعيْن، وبتقديري كل المواقع داخل الدولة اللبنانية، والتي هي عملياً وتاريخياً جزء من “الحريرية السياسية” سوف يتم إستهدافها واستبعاد الأشخاص الموجودين على رأس هذه المؤسسات، بالتالي نحن متّجهون إلى تغيير نظام الحكم فهذه هي الدولة العميقة في لبنان. ويبدو أن الرئيس ميشال عون مصرّ على تغيير تركيبة الدولة اللبنانية قبل انتهاء ولايته وقبل الانتخابات لما لهذه المواقع من تأثير مباشر على الإنتخابات”.
وتابع: “لا يبدو حتى اللحظة أن هناك تداعيات لهذه الخطوة، وبعد إنكفاء الحريري ربما يطال التغيير في المواقع القضاء ومجلس الانماء والاعمار ومواقع سنيّة كثيرة، إذ سنشهد صراعاً بين الأقطاب اللبنانية لوراثة هذه المواقع”.
وأشار إلى أنّه “وفق معلوماتي هذه الحصّة الحريرية داخل الدولة هي الآن في عهدة الرئيس نجيب ميقاتي، وأشك أن يسير في هذا الأمر”، مذّكراً بأنّ “هناك مواقع داخل الدولة اللبنانية تخضع للخطوط الحمر الطائفية داخل البلد”.
وأوضح “لكن عندما نتحدّث عن الانقلاب الهادئ فليس بالضرورة أن يحصل الآن، بدأنا في هذه المعركة وقد تشتد ضراوة كلما اقتربت الانتخابات”، لافتا أن “التركة الحريرية كبيرة جداً وهي تمتد على مدار 30 عاماً، وأعتقد أن الصراع سيكون عليها في المرحلة المقبلة”.
“ليبانون ديبايت”
