أبرز الأخباربأقلامهم

قالها في المطار : “أنا قادر على هز عروشكم، وأنتم غير قادرين على إسقاط قناعي! ….” 

Almarsadonline

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

رغم انقضاء أكثر من أربعة ايام على حادثة اختراق أجهزة مطار بيروت، لم يتم العثور على أي خيط يساعد على كشف  الجناة، هؤلاء من عرّض امن المطار والمسافرين للخطر وزرع الهلع في قلوبهم وقلوب اللبنانيين جميعاً لما لهذا المرفق الحيوي الرئيسي من أهمية بالغة على المستويات الأمنية والسياحية والاقتصادية على السواء.

ذاك المجهول، وان لم يكن أكثر من فرد واحد تمكن بخفة متناهية وبكل سهولة من اختراق كافة الأجهزة على السواء وعرف كيف يضرب أبرز مرفق في مقتل…

فبكبسة زر واحدة، اختار ما يحلو له لاظهاره على شاشاته، وتمكن من شل كل جرارات نقل حقائب السفر، وغيّر برامجها، وكأنه انقلاب عسكري ليقول لادارة المطار ولو لدقائق معدودة : الأمر لي، فلا تقف التكنولوجيا مهما تطورت مما تمكنني يداي من فعله.

أما الاجهزة الامنية في المطار على اختلاف أنواعها وفصائلها، فقد وقفت عاجزة اقله حتى اليوم عن كشف هذا السر الدفين : كيفية عمل هذا الساحر المجهول، فاستطاع التحكم بمطار بابيه وأمه،

رب من سأل : ماذا لو أظهرت الشاشات ان المطار توقف العمل فيه ودعا المسافرين الى العودة أدراجهم ،ام ان المطار سيقصف بعد ربع ساعة أم تضمنت دعوة للاسراع للاختباء من هزة ارضية وشيكة؟!

طبعاً هو حدث يستدعي التوقف امامه لهول ما جرى، ومدى إمكان تكراره مستقبلاً لان ذاك المجهول حتى الساعة ما زال يسرح ويمرح، وهو بات مدركاً ضخامة الزلزال الذي ارعب اللبنانيين واذهل الدولة برمتها ، والدليل الفشل الذريع في اعطاء تفسيرات لما حصل علماً أن رغم انكباب عشرات الخبراء والامنيين والتقنيين والمحققين للتقصي عما جرى لم يبلغ النتائج المرجوة ولم يمط اللثام عن هذا ” الشبح ” الذي أظهر براعته لدرجة تشبه التحدي الفعلي وكأنه يقول : ” لا تتعبوا أنفسكم أنا قادر على هز عروشكم، وأنتم غير قادرين على إسقاط قناعي….”

إنها دولة منهارة لم تعد تقوَ على الحراك، مطارها سائب أمام تهريب الأسلحة والذخائر والممنوعات والصفقات المشبوهة والقراصنة…. عسى أن يحمي الله أهلنا المتنقلين بين الداخل والخارج، ويقتصر الأمر على شاشات بتصرف الأشباح، وبلبلة في توزيع الحقائب وتأخير في تخليص المعاملات، وانقطاع المكيفات وانتفاء النظافة، الى حين تغيير الأوضاع وتسليم إدارته الى شركات أجنبية للمحافظة على ما تبقى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى