أبرز الأخبار

سليمان فرنجية يسير على خطى ميشال عون

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

دخلنا العام 2024، ولا يزال الملف الرئاسي نائماً في أدراج الوطن، وكأن غياب رئيسٍ للجمهورية بات شيئاً عادياً لا يؤثر في الحياة السياسية، ولا يعطل مسيرة الإصلاح المطلوب للإنقاذ، ولا يؤخر عملية انتظام العمل المؤسساتي في بلدٍ يقف على حافة الهاوية.

وبما أن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لا يزال المرشّح الذي يعطّل وصول أي مرشّح آخر، رغم مرور أكثر من عام على الشغور الرئاسي، يصحّ القول إن فرنجية يسير على خطى الرئيس السابق ميشال عون، وأوجه الشبه بينهما كثيرة ولا بدّ من الوقوف عندها.


الجهة الداعمة، من أهمّ أوجه الشبه بين عون وفرنجية، وهي “حزب الله”، القوة الأبرز في لبنان، وصاحب الفيتو الذي لا يمكن تخطيه أو هزيمته. وكما تمسّك الحزب بترشيح عون عام 2014 نراه اليوم متمسّكاً بترشيح فرنجية.

التعطيل، هو سلاحٌ ومسارٌ سلكه عون لمدة سنتين ونصف، وها هو فرنجية اليوم يسلك المسار نفسه منذ سنة و3 أشهر على حساب البلد ومؤسساته، والرجلان، أي عون سابقاً وفرنجية حالياً، نجحا في فرض ترشيحهما على الأفرقاء السياسيين بقوة الحزب، الذي يعتبر أن الرئاسة “خط أحمر”، لا يتهاون بها ولا يغامر.

إنعدام التأييد العربي، يمكن القول إن كلاً من ميشال عون وسليمان فرنجية، لا يحظيان بتأييد عربي، وهذا ما ثبت من خلال الأجواء التي سُرّبت عن المملكة العربية السعودية التي ترفض وصول مرشّح يخضع لسياسة “حزب الله”، ولو أن بين فرنجية والدول العربية لياقات سياسية ودبلوماسية، لكنه يُعتبر مرشّح الممانعة مثله مثل ميشال عون الذي كان معزولاً عن الدول العربية طوال فترة عهده.

أمّا الموقف الأوروبي – الأميركي، فهو موقف براغماتيكي، بمعنى أنهم يحكمون على النتائج، لكنهم حكماً لم يشجعوا وصول عون ولا يشجعون وصول فرنجية، باستثناء الموقف الفرنسي الذي كان داعماً لفرنجية لفترة من الفترات، لكن عاد هذا الموقف وتغير بشكل كامل وانسحبت فرنسا من مبادرتها الشهيرة.

وبما أننا أشرنا إلى أوجه الشبه بين الرجلين، تجدر الإشارة إلى بعض الفوارق بينهما، وهي أن ميشال عون نجح في استقطاب تأييد حزب “القوات اللبنانية” عبر “اتفاق معراب” كما نجح في إبرام صفقة رئاسية مع الرئيس سعد الحريري، وهذا ما جعله المرشّح الأقوى على الساحة السياسية عموماً والمسيحية خصوصاً، فيما بالنسبة لفرنجية، فيبدو أن كل الأفق مقفلة بوجهه خصوصاً أنه مرفوض من جميع الأحزاب المسيحية ولا يزال بعد مرور سنة و 3 أشهر مرشّح الثنائي الشيعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى