أبرز الأخبار

وليام طوق: جوكر دائرة الشمال الثالثة

في العرين القواتي بشري، خرق وليام طوق الاحياء والقرى داخل القضاء، فتمكن من وضع لُبْنَة مستقبله السياسي انطلاقاً من جملة ثوابت تُراعي خصوصية المنطقة وطبيعة ناسها المرابطين في تلك الجبال والمتمسكين بهويتهم.

في العام 2018، تمكن وليام طوق في اول معركة انتخابية له، من حصد 4649 صوتاً تفضيلياً في حين حصل مرشح القوات حينها جوزيف اسحاق على 5990 صوتاً، أي بفارق 1341 صوتاً على طوق، في حين حصلت النائبة ستريدا جعجع على 6677 صوتاً. الفارق بين المرشحين الثلاثة يؤكد أن وليام طوق كان منافساً قوياً للثنائي القواتي، وكان الاقرب الى خرق “الحصن القواتي” لولا لعبة الحواصل في القضاء، الا أن فوز فادي سعد في البترون بـ 9842 صوتاً كان كفيلاً بإسقاط فادي كرم في الكورة ونجاح جعجع واسحاق في قضاء بشري، في لعبة الحواصل.
تبدل المشهد في استحقاق الـ 2022 ودخلت عوامل كثيرة الى دائرة الشمال الثالثة أثرت على الصوت الحزبي. ففي هذه الدائرة مسقط رأس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الرجل الذي سجل الـ “score” الاعلى من بين المرشحين ونال 12269 صوتاً، وحصل على ثلاثة حواصل بتحالفه مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، يُعاني اليوم من أزمة فقدان الرصيد، إذ ثمة نقمة في الدائرة على التيار ورئيسه، كما أن هناك حرباً واسعة ضد باسيل لإضعافه أو إسقاطه إذا تمكن الخصوم من ذلك، وهو يبحث عن وليام طوق في بشري لتعزيز اللائحة بالأصوات وتأمين أكثر من حاصل انتخابي، فالتيار خسر في هذه الانتخابات ميشال معوض الذي حصل على رقم في زغرتا لا يُستهان به”8571″ صوتاً أعطى لائحة التيار حاصلاً انتخابياً، أما اليوم فهو بعيد عن باسيل ويخوض معركة بوجهه.
باسيل ليس الوحيد الذي يُطالب بوليام طوق على لائحته، فتيار المردة الذي نجح بتأمين أربعة حواصل في الانتخابات السابقة متقدماً على جميع اللوائح في استحقاق 2018، بحاجة أيضاً الى تجديد التحالف مع وليام طوق، إذ أن اصوات طوق في الدورة السابقة مكّنت المردة من التقدم بوجه خصومه وعلى رأسهم التيار الوطني الحر، وتنشط حركة الموفدين أيضاً من جانب المردة لإقناع طوق خوض الاستحقاق الانتخابي الى جانبه، خصوصاً وأن رئيس المردة سليمان فرنجية لديه علاقة جيدة مع عائلة وليام طوق ولديه رغبة كبيرة بإبقاء الرجل على لائحته.

اما ميشال معوض الذي قرر الانفصال عن التيار الوطني الحر على عكس ما حصل في الانتخابات السابقة، فهو الآخر متحالف مع الكتائب التي تبنّت بدورها مجد حرب نجل النائب السابق بطرس حرب ليكون مرشحها في البترون، ويبحث عن نافذة للتواصل مع وليام طوق لتقديم عرض انتخابي يمكن أن يقنعه بالترشح الى جانب حركة الاستقلال – الكتائب وتأمين أكثر من حاصل انتخابي، إذ أن معوض الى جانب الكتائب في البترون مع المرشح مجد حرب، بحاجة ايضاً الى اطراف سياسية في المناطق، لا سيما بشري، لخوض المعركة على الحواصل بوجه كل من التيار والقوات والمردة، والحصول على وليام طوق في هذا الظرف يعزز من فرص اللائحة لتكون خصماً لا يُستهان به في دائرة الشمال الثالثة.
ائتلاف قوى الثورة يريد أيضاً وليام طوق، وتحالف شمالنا الذي أبصر النور حديثاً، يسعى الى رافعة قوية في هذه الدائرة ويرى في طوق فرصة جدية لخرق صفوف القوى والاحزاب التقليدية ويدعم مشروع التغيير الذي ينادي به التحالف.
وأمام كل هذه العروض، ينتظر وليام طوق ساعة الصفر للإعلان عن تحالفاته والجهة الاقرب الى خطه والتي يمكن عبرها الوصول الى الندوة البرلمانية، وهو فضَّل البقاء بعيداً عن الإعلام وبين أهله في بشري رغم كل الاتصالات التي يتلقاها بشكل يومي للإطلالة عبر الشاشات أو المواقع، بانتظار ساعة الصفر للإعلان عن وجهة تحالفاته.
استحقاق الـ 2022 في بشري ودائرة الشمال الثالثة له نكهة خاصة، تختلط فيه الثورة مع السباق نحو بعبدا ومعركة تثبيت نفوذ الاحزاب الاقوى على الساحة المسيحية: “تيار – قوات – مردة”، فأين سيكون وليام طوق ولمن سيعطي أصواته في هذه الدائرة؟… سؤال ستكشف الإجابة عنه الاسابيع المقبلة، حيث ستشتد المنافسة والحماوة الانتخابية.

علاء خوري / ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى