أبرز الأخبار

تفاصيل مؤلمة ترويها الأسيرة المحررة إسراء جعابيص .. والقوات الإسرائيلية تقتحم اللقاء وتوقف البث!

أكدت الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص أن “ما أذكره من نهار الحادثة عندما إحترقت سيارتي، هو صوت شاب فلسطيني يدفعني لمغادرة السيارة، والجنود الإسرائيليون يطلبون مني رمي السكين، فأجبتهم “بلا مسخرة”، أنا كنت أحترق وأشعر أن روحي تغادرني، والشاب نفسه حاول ستري برداء ومساعدتي، وليس الجندي الإسرائيلي كما يدّعون”.

وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قالت جعابيص: “أنا أشكر هذا الشاب الذي ساعدني، ولكني لا أعرفه، ولا أعرف أين هو، حاولنا التواصل معه ولكننا لم ننجح”.

وأشارت إلى أنها “عندما خرجت من السيارة لم ألحظ أن الحروق في يدي كانت بليغة، ولا أعتقد أنها كانت تستدعي البتر، ولكن جيش الإحتلال يقول أني أمسكت مقود السيارة”.

وتابعت، “أمضبت 91 يوماً في المستشفى إضافة إلى فترة تحقيقات لم أعرف خلالها إن كنت في الليل أم في النهار ومنعت من رؤية عائلتي، كانت الحروق تشكل 65% من جسدي وتسببت لي ببتر 10 أصابع وتشوه في الأنف والأذن”.

وأضافت، “لم أتلقَ العلاج اللازم وتمت معاملتي كإرهابية، وتعرضت للتعذيب النفسي والجسدي، فوضعوا لي مِرآة في الغرفة كي أنظر إلى تشوهي، وهذا ممنوع، وراحت الممرضات تحدثنني عن جمال أظافرهن وكنّ يستهزئن بي ويتعاملن معي بطريقة غير إنسانية، كانت الممرضات يقصدن نزع الضماضات عني بطريقة مؤلمة، ليزدن من أوجاعي، ولا يعطينني الأدوية المسكنة بالأوقات المطلوبة، ولا حتى يعطينني الأدوية الفعالة”.

واردفت جعابيص، “كنت مجبرة على تحمل العذاب الجسدي واللفظي طوال الوقت، إلى أن نُقلت إلى مستشفى سجن الرملة، وهو معتقل مؤلف من مبناً قديم فيه رطوبة عالية ومتسخ وفيه غبار، والطاقم الصحي فيه غير متمرس ولا يتعامل مع المرضى بإحترافية، أجبرت على البقاء هناك لمدة أسبوع مع كامل العذابات والألم”.

وأكملت، “بعد مستشفى الرملة نقلت إلى المعتقل، هناك حاولت رغم وجعي إعطاء الأمل للمعتقلات الصغيرات القاصرات، إذ كنت أرى في وجوههن وجه إبني معتصم، في فترة كورونا والحروب كان التواصل مع الخارج صعب جداً، وقد عوقبت مرة لأني قلت أمام الصحافة بأني موجوعة”.

ولفتت أنه “في أحد الأيام حاول أحد الحراس إطلاق كلبه نحوي، ولكني استطعت التعامل مع الكلب وأبعدته من دون أن يمسني، بعض السجانين كانوا من العرب، منهم من كان إنسانياً ومنهم من نسي دينه وعروبته ليصبح من الرعاع، أما أكثر حادثة مؤلمة لم تحصل لي في السجن، إنما عندما علمت أنه تم الإعتداء على والدَي عشية خروجي من المعتقل”.

وكشفت انه “خارج فترات الحرب كان بإستطاعتنا مشاهدة التلفزيون والإستماع إلى الراديو، وكان بإمكاننا الطبخ وتسخين الماء وشرب القهوة والشاي، ولكن خلال فترات الحرب تُسحب كامل الأدوات الكهربائية ويتم رشنا بالغاز في حال صرخنا أو خالفنا القوانين”.

وأوضحت أن “كتابي “موجوعة” هو إصداري الأول، وهو عبارة عن قصائد، خصص جزء منه لإبني معتصم، هو الذي كان يمدني بالقوة ويشعرني بأنه هو أمي ولست أنا أمه، وكنت أحفظ ما أقوم بتأليفه في عقلي وقلبي، وكان يُمنع علينا الكتابة أوحتى متابعة الدراسة ولكننا كنّا نتدبر أمرنا ونكتب ما نريد ونتابع دراستنا، في معظم الأوقات كنت أكتب بالليل حين كانت المشاعر تحاصرني”.

وذكرت أن “أخبار عملية طوفان الأقصى وصلتنا في صباح العملية قبل سحب أجهزة التيلفيزيون منّا، وراحت السجينات تهتفن بصوت عالٍ، لأن ما حصل لم يكن حتى في الخيال فتم رشهن بالغاز، وبعد حوالي ثلاثة أيام قمت بتهريب الراديو كي أستمع إلى الأخبار واطمئن على عائلتي ولكني شعرت بالحزن لأن البلد كان يُدمر والناس تُقتل وتشرّد”.

ولم تستطع الأسيرة المحررة إسراء جعابيص إكمال المقابلة بسبب القاء الجيش الإسرائيلي قنابل غاز قرب منزلها في القدس فإنقطع الإتصال معها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى