أبرز الأخبار

ما هي الأسلحة التي استعملها الحزب؟!

منذ 8 تشرين الأول الفائت يواصل حزب الله استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود. لكن الملاحظ أن أسلحة جديدة أدخلتها المقاومة خلال المواجهات. فما أبرز تلك الأسلحة وما تأثيرها في المواجهات؟

كان لافتاً بعد الإعلان عن استهداف مجموعة للمقاومة ومن بينهم نجل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الأربعاء الماضي، رفع حدّة المواجهات على طول الحدود وتسجيل رقم قياسي في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية لا فقط على الحدود بل وصولاً الى صفد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من الكورنيت الى الصواريخ ذات الإصابات الدقيقة

بات الصاروخ الموجّه والمضاد للدروع “الكورنيت” من الصواريخ التي تستخدمها المقاومة في لبنان بشكل روتيني بعد استخدامه بكثافة لأول مرة خلال عدوان تموز عام 2006، وأحدث ذلك الصاروخ تحوّلاً في مسار الحرب من خلال شلّ سلاح المدرّعات وخصوصاً دبابات الميركافا.

بيد أن الأوضاع الميدانية وتصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على #غزة، دفعا المقاومة التي أعلنت أنها “في جبهة مساندة لغزة”، ولاحقاً باتت تستهلّ بيانات العمليات بعبارة “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة…”.

في ذلك التعبير تأكيد لعمق الربط بين جبهة الحدود الجنوبية وما يجري في غزة.
ذلك الربط استدعى إدخال أسلحة جديدة الى ميدان المعركة حيث تجاوزت الصواريخ الموجهة المضادة للدروع أي “الكورنيت”، ومن أبرز تلك الأسلحة كان بداية استخدام المسيّرات الهجومية الانتحارية (أو الانقضاضية كما يسمّيها “حزب الله”)، وكان لذلك التطوّر أثره في الميدان ولا سيما أن القبة الحديدية الإسرائيلية أخفقت في إسقاط تلك المسيّرات أو على الأقل لم تنجح في إسقاطها جميعاً.

أما السلاح الثاني فكان صواريخ بركان، وفي السياق يؤكد العميد الركن المتقاعد، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات هشام جابر لـ”النهار”، أن تلك الأسلحة التي ظهرت تباعاً تشير الى تطوّر نوعي في عمليات الاستهداف، ويقول: “الأسلحة الجديدة عادةً تظهر تدريجاً لا دفعة واحدة، وهذا من أدبيات التكتيك العسكري، فصواريخ بركان لم تكن ضمن الأسلحة التي تستخدمها المقاومة التي أطلقت منها أربعة على ثكنة برانيت قبالة بلدتَي رميش وعيتا الشعب”.

وصواريخ بركان المحلية الصنع قادرة على حمل 200 إلى 500 كيلو من المتفجرات و مداها ليس طويلاً، بل هي قصيرة المدى. والغريب أن الدفاع الجوّي والقبّة الحديدية لم يستطيعا التصدّي لها، مع التذكير بأن صواريخ بركان كلفة إنتاجها قليلة جداً مقارنة بصواريخ القبّة الحديدية ذات الكلفة المرتفعة.

لكن التطور الآخر يكمن في استخدام المسيّرات الهجومية ويوضح جابر: “المسيّرات موجودة لدى الحزب بكثرة ولكنه استخدمها للمرة الأولى في مهاجمة المواقع الإسرائيلية بعد أن كانت تنفذ مهام أخرى، والمسيّرات الهجومية تصيب أهدافها بدقة وهي تستطيع الوصول إلى أهداف تعجز عنها الكورنيت والصواريخ الموجّهة والمضادة للدروع، وتصيب أهدافها بدقة على بعد 1000 متر وهي مكلفة كثيراً”.

ومن نافل القول إن المقاومة لا تُظهِر جميع أسلحتها ولا تتحدث عنها، وهذا من ضمن سياسة تتبعها منذ عقود وتقوم على “الغموض البنّاء”.

أما السلاح الآخر فكان صواريخ أرض جو التي استخدمتها المقاومة لإسقاط المسيّرات المتوسطة والكبيرة الحجم، يشير جابر إلى أن “هناك أسلحة جديدة، وأسلحة كثيرة لم تظهر، فالسلاح المضاد للطائرات دخل الى المعركة، وأطلقت المقاومة صاروخاً أسقطت به مسيّرة ولكن هذا الصاروخ بدائي جدّاً، و”حزب الله” يمتلك سلاح دفاع جوّي باعتراف الإسرائيليين لكن لا يعرفون عدده ومدى قدرته، بالإضافة إلى امتلاكه صواريخ أرض بحر خاصّةً من نوع ياخونت”.

لكن برز في الساعات الماضية استخدام المقاومة صواريخ أصابت أهدافها داخل صفد بدقة، وهنا يميّز العميد المتقاعد بين الصواريخ الدقيقة وتلك التي تصيب أهدافها بدقة، فالمقاومة لم تستخدم بعد الصواريخ الدقيقة ولا الصواريخ البعيدة المدى، ويشرح: “الإصابات الدقيقة لا تعني استخدام الصواريخ الدقيقة التي تملك المقاومة منها أكثر من 4000 صاروخ، وكل الصواريخ يمكن إطلاقها على المدى المتوسط والبعيد المدى ولكن الفارق بينها أن الصواريخ الدقيقة يمكن تصويب مسارها حتى بعد إطلاقها وإصابتها تكون دقيقة ضمن 100 متر مربّع أي 10 أمتار طولاً ومثلها بالعرض”. وإن كان صحيحاً الادّعاء الإسرائيلي بأن المقاومة استخدمت هذه الصواريخ بعد عملية استهداف المجموعة القيادية في المقاومة في بيت ياحون، يقول جابر “إن الهدف من استخدام الصواريخ يكون ضد تجمّع عسكري أو هدف عسكري بالتأكيد وذلك لإصابته بدقة، ويمكن التحكم بحشوة الصاروخ سواء كان دقيقاً أو غير دقيق”.

في المحصلة تتدحرج الأسلحة التي تستخدمها المقاومة من دون أن يشي ذلك حتى اليوم بأن الحرب ستتدحرج على الجبهة الجنوبية ويبقى الغموض يكتنف ما قصدته المقاومة في أحد بياناتها عن “استخدام صواريخ موجّهة ومركّزة وخاصّة” خلال استهداف منزل في مستوطنة المنارة.

“النهار”- عباس صباغ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى