أبرز الأخبار

مرشح الكتائب هو مرشح أنطون صحناوي

لينا فخر الدين – الأخبار

انتهى يوم الأحد الطويل في قصر العدل بفوز مرشّح حزب الكتائب فادي المصري نقيباً للمحامين بـ 1973 صوتاً على مرشح القوات اللبنانية عبدو لحود (1950) بفارق 23 صوتاً. إلا أنّ الخُلاصة الأهم من الكباش الأعنف في تاريخ النقابة، هي هيمنة الأحزاب المسيحيّة على قرار النقابة وأنّ المرشحين الحزبيين هم الأوفر حظاً في الوصول إلى منصب النقيب أو عضويّة مجلس النقابة.

تردّد عن عدم التزام تيّار المستقبل بالاتفاق مع القوات على دعم لحود، قابلها استشراس من قبل الأحزاب المسيحيّة مدعومة بالنقباء السابقين الذين ما زالوا قادرين على القيام بدور «الأخطبوط» الذي يطاول تأثيره كلّ الصناديق بعدما اختار كلّ نقيب مرشّحه.
خيضت انتخابات نقابة المحامين بالسياسة، ما أفقدها قيمتها القانونيّة التي اعتاد عليها «الحرس القديم». وبحسب هؤلاء، أدّت حماسة الأحزاب لتسجيل انتصارات شعبيّة من داخل النقابة إلى كثرة المرشحين (11 مرشحاً لمنصب النقيب)، من بينهم من لا إنجازات مهنية له ولا خبرة في العمل النقابي.

الخاسرون، كما «الحرس القديم» المتحسّر على ما آلت إليه أحوال النقابة، يعترفون بأنّها كانت «معركة كسر عظم» سياسيّة، استُخدم فيها المال، إضافة إلى ما تحدّث عنه أحد المرشحين علناً خلال المناظرات التي أقيمت في مقر النقابة، بـ«تسخير بعض صناديق النقابة عبر المسؤولين عنها لمصلحة أحد المرشّحين، من خلال تقديم خدمات مقابل التصويت له أو حتّى التكفّل بمصاريف التأمين»، إضافة إلى دعوات إلى الغداء والعشاء في أفخم الفنادق البيروتيّة.
وفي هذا السياق، يشير البعض إلى «الدعم الواضح» الذي ناله المصري من رئيس مجلس إدارة «سوسيتيه جنرال» أنطون صحناوي. ويعتقد هؤلاء أنّ فوز المصري كان «صافياً لمرشح صحناوي»، رغم «قطف» الكتائب النتيجة بعدما «داوم» قياديّوه، وعلى رأسهم النائبان سامي ونديم الجميل والرئيس أمين الجميّل، في «العدليّة» أمس بهدف «لمّ» الأصوات لمرشح الحزب. ويؤكد هؤلاء أنّ علاقة صحناوي والمصري توطّدت عبر علاقة الأخير بوكيل صحناوي ألفرد الخازن، وهو ما دفع رئيس مجلس إدارة «سوسيتيه جنرال» إلى تزكيته لدى الكتائب.

إلا أن شدّ العصب الكتائبي لدعم المصري لم يكن ليحقّق نتيجة لولا تغيّر التحالفات في المرحلة الثانية، عندما لعبت «النكايات المارونيّة» دورها في الإطاحة بلحّود، بعدما تحالفت الأحزاب المسيحيّة لعدم السّماح بتحويل فوزه إلى انتصار لرئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع. والأمر نفسه ينطبق على التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي والثنائي، رغم الإقرار بأنّ «لحود قيمة قانونيّة إضافيّة إلى النقابة بسبب مهنيته وخبرته الطويلة»، ورغم إعلان كل طرف أنه ترك لمحاميه حرية الاختيار. فقد نجح الكتائبيون في دقّ النفير بأن «انتخاب لحود يعني تسليم مفاتيح النقابة وقرارها لمعراب».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى