أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الاثنين ١٣ / ١١ / ٢٠٢٣

كتبت النهار

من المنطق القول ان لبنان لا يريد الحرب، وانه يستعد لها اذا ما فرضت عليه. واذا كان الكلام للسيد حسن نصرالله، فان من المستغرب ان يشن “اهل المقاومة” الحملات الجائرة التخوينية على كل من يرفع الصوت رافضا الانجرار الى الحرب. تماما كما فعل المزايدون على السيد نصرالله الاسبوع الماضي عندما لم يعلن الحرب. كأن المزايدين كانوا يريدونه اقحام البلد في الحرب ليحرجوه.

البلد لا يحتمل الحرب الشاملة وتداعياتها. ورفض الحرب ليس خيانة، ليس لانه يرفض المواجهة، خدمة لاسرائيل، بل خدمة للبنان لان جره الى حرب شاملة تتسبب في تدميره، يخدم اسرائيل الى الحد الاكبر.

الخسائر التي مني بها لبنان الى اليوم من الحرب الجزئية الدائرة على ارض الجنوب، لم تحسب بعد بشكل دقيق. لكن الخسائر تتضاعف يوميا، وهي تنذر بتداعيات كبيرة مقبلة، ستؤثر حتما على مجمل الاقتصاد للمرحلة المقبلة.

هل نبدأ من المطار، وتراجع حركة الطيران، وارتفاع اسعار التأمينات، وتاليا اسعار بطاقات السفر على اللبنانيين، علما ان معظم السياح والاجانب الغوا رحلاتهم الى لبنان، واذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه، سيلغي العدد الاكبر من اللبنانيين توجههم للقيا ذويهم زمن عيدي الميلاد ورأس السنة.

وهل نسأل عن الغاء حجوزات الفنادق، وارجاء معظم الحفلات والمعارض والمؤتمرات التي كانت مقررة للفصل الاخير من السنة، والذي يضاهي في مداخيله فصل الصيف اللبناني.

وهل نسأل عن الغاء الطلبات الصناعية وتحول الشركات الى بلدان مجاورة خوفا من اندلاع الحرب وعدم قدرة المعامل اللبنانية من تسليم البضاعة المطلوبة وفي التوقيت المحدد.

وهل نسأل عن كلفة النزوح في القرى الحدودية لنحو خمسين الف لبناني تركوا منازلهم وارزاقهم ومدارسهم، يحاول بعضهم التقاط الفرصة لقطف المواسم قبل اشتداد الازمة، وعن تلامذة تركوا صفوفهم وباتوا معرضين للتأخر المدرسي.

وهل نسأل عن تراجع مداخيل الدولة من القرى التي تتعرض للقصف والاعتداءات، وانعكاس ذلك على الموازنة العامة، واضطرار الحكومة الى توفير خدمات اغاثة وايواء ترتفع تكلفتها يوما بعد يوم، خصوصا في دولة شبه مفلسة.

وهل نسأل عن الضحايا بعدما بلغ عدد عناصر “حزب الله” الذين سقطوا نحو 75 الى اليوم، اضافة الى مدنيين واعلاميين…

الخسائر فادحة في حرب جزئية ومحدودة في المكان، فكيف تكون اذا تحولت الحرب شاملة، ما يعرض البنى التحتية والمرافق الحيوية الاساسية الى التدمير؟

رفض الحرب ليس خيانة بل هو قمة العمل الوطني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى