أخبار محلية

هذا ما دار بين باسيل وفرنجية!

ليبانون فايلز

لولا اللقاءات التي يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لكانت الحياة السياسية على ضمور، يحكمها الصمت وافتقاد القدرة أو الإرادة على المبادرة.

لا ريب أن جولة باسيل أتت من خارج سياق الخمول. وهي بصرف النظر عن النتيجة السياسية النهائية التي ستكون عليها، أزالت الكثير من التشنج والبرودة سواء في علاقاته مع السياسيين الذين زارهم أو على مستوى العلاقات بين المسؤولين أنفسهم الذين من الواضح أنهم يتهيّبون اللحظة وما قد ينتهي إليه التصعيد الحاصل جنوبا من نتائج غير محمودة، ففضّلوا بغالبيتهم الابتعاد والانتظار كلّ في موقعه.

الأبرز أمس تمثّل في زيارة باسيل لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد طول انقطاع نتيجة الخلاف والتباين في مقاربة المسألة الرئاسية. ولئن تكتّمت أوساط الطرفين عن الخوض في تفاصيل اللقاء الذي حصل في بنشعي، عُلم أن الاجتماع ساده الهدوء وانتهى إلى كسر الجليد، وتطرّق الى العناوين الأربعة للمبادرة وهي: التضامن مع غزة، حقّ لبنان بالدفاع عن نفسه، إعادة تكوين السلطة ومعالجة النزوح ومخاطره. كمّا مرّ الاجتماع بسرعة على الاستحقاق الرئاسي من غير الخوض في أي تفاصيل ولا في خلفيات التباين بين الرجلين ومسبّباته.

وعلى أهمية هذا التطور السياسي، لا يزال التصعيد جنوبا يأسر اللبنانيين، وخصوصا في حال آل الوضع إلى توسّع غير مضبوط في العمليات العسكرية.

هذا الواقع يقلق محليا كما يقلق الخارج الذي لا ينفكّ ينصح ويسعى إلى عدم تفلّت الأمور أو الانزلاق صوب حرب واسعة. وتعمل باريس جاهدة لإبقاء المواجهات جنوبا تحت سقف قواعد الاشتباك المرعية منذ آب ٢٠٠٦. ويُسجل في هذا السياق ما يقوم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين تل أييب وعواصم خليجية وأخرى معنية من أجل حصر التوتر قدر الإمكان.

وكان نُقل عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان ما يقوم به حاليا “حزب الله” على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية من عمليات عسكرية “يجعل توقّع ضربة إسرائيلية للبنان حتميا”.

كما يبحث ماكرون في إيفاد مبعوثه الشخصي جان- إيف لودريان لاستئناف سعيه إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة وفاق وطني، وفي ذهنه أن المسؤولين اللبنانيين قد يكونوا عادوا إلى الحكمة وباتوا على دراية وقناعة بأهمية توظيف الظروف المحيطة والخطرة من أجل ملء الفراغ وبدء مسيرة التعافي السياسي والمالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى