أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الإثنين ٢٣ / ١٠ / ٢٠٢٣

كتبت النهار

بعد ثمانية أيام تماماً من اليوم، وإذا شاءت “العناية الإلهية” ألا نكون في ظروف حربية وأن تبعدها عنّا نهائياً، فسيكون لبنان أمام إحياء “الذكرى المجيدة” لمرور سنة تماماً على نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهى لبنان في عهده الى أسوأ انهيار تاريخي، وبدء مرحلة الفراغ الرئاسي المفتوح والمتمادي بفضل أصحاب النهج التعطيلي الذين أخذوا لبنان ونظامه وتطوّره رهينة لأنماط سياساتهم ولارتباطاتهم الخارجية. لا نستبق الذكرى العطرة قبل أسبوع من موعدها المبجّل وقد كنا نودّ لو لم يكن لها وجود أساساً ولو أن لبنان لم يعد مسرحاً – مشاعاً لتجارب تعطيلية و”فراغية” (لمناسبة عودة سماعنا مفردات حربية كالقنابل الفراغية) مماثلة، لمجرد استباق دفق الحبر والكلام الأسود الذي سيسيل في الذكرى الوافدة وسط أبشع الحفاوات التي تنتظرها. بل ترانا تخلفنا مع الذين تخلفوا عن قرع أجراس تذكير اللبنانيين بأنه حتى شبح الخوف من الحرب الهابط على رؤوسنا منذ السابع من تشرين الأول الحالي لا ينسينا أن البلد السائب سياسياً ودستورياً والفاقد مناعته كدولة وسلطة كاملة المواصفات هو، قبل الحرب ومعها وبعدها ومن دونها، في أسوأ ما يمكن أن يواجهه بلد بمثل هذا الواقع العصيّ على الوصف الموضوعي.

لعلنا لا “نخدش” المشاعر الجياشة الآن التي تأبى أي إثارة لأي موضوع أو ملف خارج إطار “إعدادنا”، نحن المتلقين اللبنانيين الذين نندرج في خانة المواطنين الذين لا يعدون كونهم متلقين لما يخطط لمصائرهم… لا نخدش مشاعرهم إن تساءلنا هل يخطر للطبقة أو النخبة أو المنظومة السياسية أن تقلب ظهر المجن لمرّة تاريخية وتواجه كل الخوف والخطر المتصاعد من انزلاق لبنان الى حرب لن يتحمّل أوزارها لساعات معدودات فقط، بانقلاب دستوري صاعق يأتي برئيس للبنان في اللحظة التي لم ولن يحسب لها أحد ولا العالم بأسره، حساباً؟ نعلم تماماً أن من يطلق أفكاراً كهذه في لبنان يُصنّف في خانة الحالمين المجانين أو السذج وكأنه يطلب الاستحالات، ومع ذلك ترانا من الذين لا يرعوون عن التذكير بأنه قبل أن تبدأ “جبهة الجنوب” بإشعارنا أن لبنان دخل المنطقة الحمراء ويقترب تصاعدياً من تلك الحرب التي يجمع العالم على إتحافنا في كل ساعة بتحذيرنا (وكأن لنا يداً أو كلمة أو تأثيراً) من التورّط فيها، أن الحرب إذا حصلت لا سمح الله أو لم تحصل هي “بريئة” من دم الفراغ ولن يكون “زجّها” كمسبب إضافي للتمديد للفراغ سوى أكذوبة ضخمة إضافية. فأين كانت “السياسة” قبل أشهر طويلة ومديدة من الحدث الجاري راهناً في غزة والمنطقة برمّتها؟ هل جاء “طوفان الأقصى” وما استتبعه من طوفان حربي ليوقف شيئاً ما كان يعدّ لإنقاذ لبنان من أزماته أم كانت المبادرات والوساطات الخارجية قد شلت كلها وشلت معها السياسة تماماً في الداخل بنجاح منقطع النظير حققه أصحاب “الأيادي البيضاء” دعاة وممارسي فنون فرض التعطيل والفراغ؟

لذا، وما دام الغريق لا يخشى من البلل، وأمام عد عكسي مزدوج تتسابق معه وقائع الانزلاق الى الحرب الشاملة ووقائع تظهير مآسي لبنان المتشابكة في الذكرى السنوية الأولى للفراغ الرئاسي، لا نتردد أمام “رعونة” السؤال: هل الطبقة السياسية “قابلة” لإدراك قدرتها في أي لحظة على لجم خطر الحرب قبل وقوعها بإنهاء “مباغت” للفراغ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى