أخبار محلية

برز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الجمعة ٦ / ١٠ / ٢٠٢٣

كتبت النهار

تعكس حملة الشتائم المقذعة التي يشنّها وزير ما يسمّى شؤون المهجرين (وأين باتت التسمية أمام النازحين واللاجئين) ضد زميله وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال على خلفية ملف النازحين السوريين، عيّنة مصغرة ولكن معبرة جداً عن مآل تفتت حلفاء النظام السوري في لبنان أمام عصف “تسونامي” ديموغرافي أغرقهم سياسياً وأخلاقياً ووطنياً قبل أن يغرق لبنان بأسره في أخطاره المرعبة. فالأمر قد يكتسب قدراً ساحقاً من السخرية إذا قورن بالأيام الخوالي حين كان تكتل ميشال عون النيابي يضم شريحة واسعة مع تياره ومن بينهم قادة الفريق الارسلاني والمردة والطاشناق وكان الزعيم العوني بتحالفه الاستراتيجي “الواعد” آنذاك مع “حزب الله” أشبه بالوعد الذهبي لكل حلفاء إيران والنظام السوري بأن إحكام السيطرة على لبنان ونظامه قد حان قطافه من خلال تبوّء الحليف المسيحي الأقوى سدة الرئاسة الأولى. لا موجب لأن نعلك الوقائع المعروفة مجدداً حيال الإخفاق التاريخي الأكبر والأشد “فجاعة” لما وُصف بأنه “أقوى” العهود والرؤساء، إذ إن هذه المقاربة تستهدف فقط إظهار “عدالة” حيال منظومة حلفاء النظام السوري تحديداً الذين يظنون في أنفسهم “الظرف” وما انفكوا يتعاملون مع كارثة إحراق لبنان وتدميره وإغراقه بمكابرة التعنت والرعونة واللسان الخشبي.

والحال أن تفكك معسكر ما كان يُسمّى 8 آذار لمصلحة التسيّد المطلق للثنائي الشيعي منذ بدء أزمة الفراغ الرئاسي هو آخر ما يعني اللبنانيين أمام أفضال هذا التحالف نفسه، وأكثر من أي عامل آخر خارجي أو داخلي، في ترك كارثة النزوح تتعملق وتتعاظم الى حدود تهديد الديموغرافيا والهوية والأمن والاستقرار وبقايا الصمود الاقتصادي في لبنان.

سمع اللبنانيون كل ما يصح ولا يصح وكل ما يمكن مروره وما لم يعد قابلاً للمرور من المناورات الدعائية لأطراف منظومة التحالف والتبعية للنظام السوري إلا ما كان عليهم أن يجاهروا به، ولن يفعلوا طبعاً، وهو التصويب حصراً على المعادلة المشؤومة التي اتبعها النظام السوري وورثها حلفاؤه في لبنان وهي التسبّب بالحريق لتلبس ثوب الإطفائي وتوظيف النتائج. النظام السوري بـ”أسديه” الأب والابن ذهب بهذه المعادلة الى الذروة، ولا يزال الأسد الابن يمارسها حتى بعدما أحرق سوريا نفسها بدفع أبناء بلده الى إغراق لبنان ديموغرافياً وتوظيف التداعيات بابتزاز الغرب والعرب والتخلص ما أمكن من البيئة الشعبية المناهضة لنظامه.

لم يجد حلفاء النظام السوري الذين تورّط قائدهم وقاطرتهم “حزب الله” في الحرب السورية وبات مسؤولاً بنفسه مسؤولية ساحقة عن تهجير السوريين الى لبنان، سوى اللغة الخشبية التي يراد بها غسل تبعات الحزب أو طمس التبعة المخيفة للنظام الأسدي عن كارثة النزوح الى لبنان برمي التبعة حصراً على الدول الغربية. غابت وتغيب في الخطاب الخشبي لكل منظومة حلفاء النظام الأسدي في لبنان التبعة القاتلة عليهم لأنهم يؤدّون الدور الأخطر والاسوأ وهو دور حصان طروادة في التسبّب بإحراق أصلب المدن والقلاع في التاريخ العتيق وها هم اليوم يغدقون الدروس على اللبنانيين ويوزعون الشهادات في القومية والوطنية ويبتكرون الخطط التي يراد لها أن تزيد في كارثة عزل لبنان. ليس شيئاً الانقسام العمودي الداخلي حيال الأزمات كلها بما فيها وأولها الأزمة الرئاسية أمام هذه المهزلة الفاقعة التي يقودها حلفاء دمشق فيما تتطاير الحقائق عن تورّطهم في أخطر “ترانسفير” عرفته المنطقة بعد فلسطين… هل يذكرون فلسطين فعلاً؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى