أخبار محلية

بعد جولاته على القيادات، المطران بو نجم: ما حدا هيّن من السياسيين اللبنانيين

Almarsadonline

رأى راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران طوني بو نجم في حديث لتلفزيون Charity ضمن برنامج بلا هوية مه الاعلامية ايلديكو ايليا ان الشعب يطلب من الكنيسة اكثر من قدرتها، علما ان الكنيسة لا تتدخل في السياسية وهي ترفع الصوت عندما لا يقوم المسؤولون بواجباتهم، محمّلا الشعب المسيحي الذي هو جزء من الكنيسة المسؤولية داعيا اياه الى عدم الاستقالة من دوره. وردا على سؤال قال ان اكثر فئة من الناس اعتقدَ ان الكنيسة مقصرة تجاهها، هم المسؤولون السياسيون الذين يحتاجون الى تنشئة مسيحية ليحكموا بالحق.
ودعا بو نجم الى احترام الرأي الآخر والبحث عن الاسباب التي تحرّك الآخر سلبيا وتجعله يقوم بردّات فعل معيّنة، معتبرًا ان مشكلتنا في البلد اننا لا نعرف كيف نحلّ مشاكلنا وخطاباتنا دائما فيها تحدٍّ وتخوين ورفع الصوت وفوقية، وسأل: كيف تعاطينا مع مشكلة صيدا؟ كان يجب حل الامور بالحوار بدلا من التوتر وتبادل الاتهامات. لان التصلّب والتشدد لا يؤديان الى نتيجة والمطلوب الانفتاح على الرأي الآخر والحوار المتّزن، منتقدا المتزمتين والمتفلّتين داخل الكنيسة داعيا الناس الى الركون الى الخطاب الرسمي للكنيسة في كل المواضيع.
المطران بو نجم اعتبر ان لا حل حقيقيًا في لبنان لبناء الدولة، الا اذا قمنا بتنقية ذاكرة جماعية خصوصا بعد الحروب والخضّات العديدة التي مرت بلبنان. مشددا على اهمية الوعي الشعبي لانه يضع الزعيم امام مسؤولياته ويصوب خطابه بعيدا من الشعبويات.
وعن جولاته على القيادات المسيحية وغير المسيحية جدد التأكيد ان الكنيسة لا تتدخل في السياسة ولا تعمل على طريقة السياسيين اي وفقا للمصالح الخاصة والضيّقة بحثا عن مكسب من هنا او هناك، بل هي تتدخل لدفعهم الى اعلاء مصلحة الوطن عندما تتعرض كرامة المواطن الى التهميش والانتهاك، واكد ان عدم طلبه اي شيء لنفسه او للكنيسة كان نقطة قوة في لقاءاته بالسياسيين مشيرا الى ان الحوار كان جيدا مع مختلف المسؤولين، لا سيما وان نتائج الجولات ادت الى التلاقي بين مختلف الافرقاء في المعارضة، وهذه الزيارات ساهمت بشكل او بآخر الى اتفاقهم على عدة اسماء، اي نحو 4 اسماء لا فيتو على احد منها من قبل الجميع، وهذه الاسماء بالاضافة الى نتيجة اللقاءات رفعتها بتقرير الى غبطة البطريرك، وانا اتصوّر ان المعارضة المسيحية تتفق اليوم على اسمين او ثلاثة.
بو نجم امل خيرا من مختلف اللقاءات التي اجراها لا سيما التواصل مع حزب الله حيث لمس ان الجميع اصبح قابلا للجلوس معا والحوار وقال لا شيء يعيق انتخاب رئيس اليوم، فالطرفان لديهما مرشح فليذهبوا الى البرلمان ويمارسوا العمل الديمقراطي والانتخاب وتداول السلطة.
وعن تعميم البطريرك واتهام النواب جميعهم بالتعطيل قال مطران انطلياس: غبطته يعرف ماذا يقول ولماذا يقول، و” انا برأي ما حدا هيّن من السياسيين” وادعو الجميع الى التفكير حقيقة بالوطن والانسان بعيدا من المصالح الضيقة، وانا مقتنع بان العيش معا يبدا بتقديم التطمينات من قبل الفريقين، اي السلطة والمعارضة، لبعضهما البعض وان يتمتعوا بالصراحة للتعبير عن هواجسهم والاقتناع بالا احد يستطيع ان يحكم احدًا في هذا البلد، ويجب ان يتحلى فريق ما بالجرأة ويأخذ المبادرة والبدء بتطمين الآخر. وسأل لماذا الاستعراض العسكري الذي حصل منذ ايام وما الهدف منه؟ وهل كان ضروريا في هذا التوقيت؟
واكد ان لا نية لتكرار لقاء قرنة شهوان اليوم، واذا كان من احتمال لتأسيس لقاء في المستقبل سيكون دوره التفكير بمساعدة المجتمع اللبناني من دون تجزئة وتطييف، ليكون مجتمعا افضل وليس فقط تأمين او حماية الحضور المسيحي في لبنان لان بكركي دورها وطني مؤكدا ان البطريرك ليس منحازا سوى للبنان افضل، لان المسيحية انفتاح ولقاء ومشاركة واذا كان من لقاء سياسي سيكون هذا نفَسَه. فالحقوق هي الشراكة في السلطة والمساواة في الحكم وذلك من خلال تبادل الثقة بين مكونات الوطن. وبالتالي خريطة الطريق لبناء الدولة تبدأ بالتطمينات مرورًا بالحوار فالمصالحة وصولا الى رئاسة الجمهورية ودولة مؤسسات وبعدها يمكن طرح البحث بالنظام “عالبارد وليس عالحامي ” في ظل هذه الفوضى المستشرية.
واعتبر اننا منذ العام 1953 وحتى اليوم لا نعيش الا على سياسة الترقيع، واليوم حان الوقت لان يدرس النُخب والمتخصّصون تاريخ لبنان وكل الحقبات المفصلية لاستخلاص العبر وتحديد ما هو افضل نظام للبنان معتبرا ان الازمة معقدة ولا شك ان اعجوبة تجعل هذا البلد صامدا داعيا الشعب الى الوعي الى اهمية دوره.
وردا على سؤال رأى بو نجم ان لا عمل جديا حتى اليوم في مكافحة الفساد محذرا من خطر الاخذ بالثأر بين المسؤولين معتبرا ان القضاء المستقلّ هو المدماك الاساس لمكافحة فعلية للفساد والمحاسبة والمساءلة.
وقال إنه متفائل بالتحولات الحاصلة في المنطقة حيث سبقنا العالم العربي بالانفتاح اليوم.
وعن دور المرأة اوضح انه مؤمن بأن خلاص لبنان يمكن ان يكون على يد المرأة وعلى السياسيين التفكير جديا بمرأة لتشارك بالحل في لبنان حتى على مستوى رئاسة الجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى