أبرز الأخبار

عون يطلب تسوية وضع باسيل… مصالحة مع “الحزب” برعاية الأسد؟

كتبت إيسامار لطيف في موقع mtv: 
“إخفاقٌ لن يتحملّه البلد”، بهذه الكلمات برّرت مصادر رفيعة المستوى زيارة الرئيس السابق ميشال عون للرئيس السوريّ بشار الأسد صباح اليوم، على قاعدة “تصحيح ما اقترفه جبران باسيل لجهة ترشيحه جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، في موقف اعتبره الثنائيّ الشيعيّ تحدياً مباشراً لهما، وكأن الأفرقاء المسيحيّين “لا يريدون التوصّل إلى صيغة رئاسيّة مناسبة تُنقذ البلاد والعباد”… فماذا في كواليس الزيارة المفاجئة؟
لم يعد يُخفى على أحد الخلاف الكبير والتباعد الحاصل بين “التيّار الوطنيّ الحرّ” و”حزب الله”، أو بمعنى أدقّ بين السيّد حسن نصرلله وباسيل، لأسباب عدّة، يختصرها الثنائيّ بمواقف باسيل “المتهوّرة” و”غير المدروسة”. ولعلّ آخرها كان ترشيحه لأزعور في خطوة استبق فيها قوى المعارضة التي تقاطع معها، ممّا أثار “غضب” حليفه السابق، فما كان من عمّه عون سوى محاولة “الترقيع” عبر طلب المساعدة من الأسد لـ”تسوية أوضاعه مع “حزب الله” منعاً لتفاقمها أكثر مستقبلاً”، حسبما أفادت مصادر متابعة.
هذا وتُشير المصادر في حديثها لموقع mtv إلى أن “زيارة عون كانت قد سبق وتقرّرت قبل يومين، وتحديداً مساء الأحد بعد اتّصال هاتفيّ مع الأسد بعيداً عن مسامع كوادر التيّار، حيث تبادلا بعض الآراء السياسيّة، وأعرب عون خلاله عن أنّ “التيّار الوطنيّ الحرّ” لا يرغب بخلق عداوة غير مبرّرة مع “حزب الله” أو أيّ فريق سياسيّ آخر، لأن الوضع الحالي في البلد يتطلب تضامن الجميعللتوصل إلى حلول منطقيّة بأقرب وقت ممكن، إلّا أن الجو السائد وسوء فهم وجهة نظر باسيل تسبّبا في خلق أزمة أخرى تُفقد أزعور ورقته الرابحة وتُعيدنا إلى نقطة الصفر… وهذا ما نخشاه”.
لا شكّ بأن ورقة باسيل الرابحة التي كان يساوم عليها في الماضي لم تعد بحوزته، إذ أنّ النقمة الشعبيّة التي واجهها “التيّار” والتي تبلورت خلال الانتخابات النيابيّة، ها هي تنعكس اليوم سياسياً أيضاً بعدما انقلب حلفاؤه عليه في رسالة تؤكّد المؤكّد، وتستعرض سيناريو المرحلة المقبلة الذي يبدو أنّه سيقلب المعادلات الرئاسيّة وتنتج عنه أسماء جديدة لم تُطرح سابقاً.
في السياق، تُشدّد المصادر على أن “طريق الانتخابات الرئاسيّة تمرّ بدمشق”، وأن “زيارة عون إلى الشام في هذا الوقت تحديداً، ليست إلّا محاولة لتلطيف الأجواء وكسر الجليد بينه وبين “حزب الله”، على قاعدة “الضفر ما بيطلع من اللحم”، لا سيّما أنّالمعارضة المتمثلة بقوى التغيير، “القوات اللبنانيّة”، و”الكتائب اللبنانيّة” أبدت بشكلّ جدّي ترشيحها لأيّ شخص يملك المؤهلات الكافية لانتشال البلاد من الخراب الذي أُلحق بها منذ 7 سنوات بشكل دراماتيكيّ، أيّ أنّها رفعت المسؤوليّة عن نفسها لجهة التعطيل ورمت الكرة إلى ملعب التيّار والثنائيّ الشيعي ليقولوا الكلمة الحسم.
“باسيل مثير للجدل، فغالباً ما يُساء فهمه، وأحياناً هو يتعمّد هذه الإساءة لغاية معيّنة”، تقول المصادر. لا يختلف اثنان على أن رئيس “التيّار الوطني الحرّ” يتمتع بكاريزما سياسيّة إلى حدّ ما، فغالباً ما تُحدث تصريحاته وقراراته “بلبلة” لا جدوى منها، غير أن حُلمه بالوصول إلى كرسي بعبدا خلفاً لعمّه بات صعب المنال بعض الشيء، ببساطة لأنّه أخطأ في معادلاته السياسيّة، فخسر حليفه القويّ جماهيرياً، والوسيط بينه وبين “حركة أمل”، كما جعل البلدان العربية ومن بينها سوريا تنفر منه نتيجة بعض القرارات “العنصريّة”، التي اتخذها وفق رأيهم.
سورياً، تتحدّث أوساط متابعة عن “حلحلة مرتقبة” على صعيد الانتخابات الرئاسيّة خلال الشهر الحاليّ، فهل نشهد بالمقابل مصالحة قريبة بين باسيل ونصر لله بمسعى من الأسد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى