أخبار محلية

ما جمع “التيّار” و”القوات”… وخطّ مباشر في معراب مع أزعور

كتب داني حداد في موقع mtv:

ما يحصل بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة اليوم بعيد كلّ البعد عمّا حصل قبل سنوات وكُلّل بما سُمّي “تفاهم معراب”. ما يحصل اليوم هو “مجرّد تقاطع مصالح مرحلي”، وفق ما تصفه مصادر في الحزبَين.

شهد اجتماع المجلس السياسي في التيّار الوطني الحر تعبيراً عن تململ من الخيار الرئاسي الذي اتّخذه “التيّار”. لم تنفع استعانة النائب جبران باسيل، للمرة الثانية، بالرئيس ميشال عون الذي كرّر في الأمس ما قاله الثلاثاء الماضي في اجتماع تكتل “لبنان القوي”، ومحوره الالتزام بقرار رئيس “التيّار”. في المقابل، سمع عون وباسيل كلاماً عالي السقف، أبرزه للنائب سليم عون، في غياب النوّاب الخمسة الذين باتوا يوصفون بالمتمايزين عن الاجتماع، ما أرغم باسيل على القيام بمحاولة استيعاب للمعارضين عبر تهدئتهم وإعطائهم بعض الحقّ.
وفي الوقت نفسه، تستمرّ السجالات على مجموعات “التيّار” على “واتساب”، وهي بلغت أيضاً حدّاً مرتفعاً، ما أدّى الى تدخّل أحد المسؤولين ليقول، في رسالةٍ صوتيّة، “نحنا ما منفهم قدّو”، والمقصود باسيل.
والحقيقة أنّ رئيس “التيّار” يريد، عبر خياره الرئاسي، ضرب ثلاثة عصافير بحجرٍ واحد. الأول، الإطاحة بترشيح سليمان فرنجيّة. الثاني، استبعاد العماد جوزيف عون. والثالث، قطع الطريق على ابراهيم كنعان.

أمّا في معراب، فتبدو الرؤية الرئاسيّة مختلفة، ولو أنّ الخيار واحد. يلتزم حزب القوات اللبنانيّة بعدم الردّ على بعض ما يصدر عن “التيّار” عن أنّ رئيس “القوات” مشى بخيار باسيل.
يقول مصدرٌ “قوّاتي”: يعاني باسيل من أزمتين، الأولى، داخليّة أرغمته على تخصيص القسم الأكبر من كلمته في العشاء الجبيلي السبت لموضوع صلاحيّاته كرئيس حزب، و”تلطيش” بعض النوّاب.
والثانية، تتعلّق بعلاقته مع حزب الله، فكلامه المتكرّر عن المقاومة لا ينفع ما دام سار في خياراتٍ مختلفة تماماً عن “الحزب”.
وعليه، يقرأ “القوات” الاتفاق على اسم جهاد أزعور كهدفٍ ثمين سُجّل في مرمى “الثنائي”، وقد صودف أنّ هذه التسمية شكّلت تقاطعاً مع “التّيار”.
ويلفت المصدر الى أنّ باسيل كان يريد زيارة معراب ورُفض عرضه، ورغب بتكرار مشهديّة “التيّار” و”القوات” ولم يوفّق، وسعى الى عقد لقاءٍ رباعي في بكركي فلم يُستجَب له.
ويضيف المصدر: حزب “القوات” براغماتي، مع حفاظه على مبادئه، وهو استخدم التقاطع مع باسيل لضرب حزب الله، وهذا هو الأهمّ.
وإذ أكّد أنّ التواصل المباشر بين رئيس الحزب سمير جعجع وأزعور قائم، وشهد حديثاً مطوّلاً وعميقاً، شدّد على أنّ حزب “القوات” سيذهب حتى الأخير في خيار دعم ترشيح أزعور، أمّا إذا تعثّر إيصاله فستُدرس الخيارات الأخرى كما حصل مع ترشيح النائب ميشال معوض.

يوحي ما سبق كلّه بأنّ ما يحصل بين “التيّار” و”القوات” لا يبلغ مرتبة الاتفاق التاريخي الذي وُقّع بينهما منذ حوالى سبع سنوات. جمعتهما اليوم مصلحة كلّ منهما المرتبطة بحزب الله وسليمان فرنجيّة: واحدٌ يريد تسجيل هدفٍ في مرمى “الحزب”، وآخر يريد إيصال رسالة له لكي يتواصل معه، والإثنان يكرهان سليمان فرنجيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى