أبرز الأخبار

برّي يقع في ورطة

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

دخل الإستحقاق الرئاسي في لبنان مرحلةً جديدة عنوانها “المأزق”، وكل القيّمين على الملف يدركون أن وجود مرشّح لقوى المعارضة، هو جهاد أزعور، بوجه مرشّح الممانعة، هو سليمان فرنجية، لن يؤدي إلى صعود الدخان الأبيض، بل سيطيل أمد الشغور في سدة الرئاسة.

صحيح أن البيانات الرسمية لتبنّي ترشيح جهاد أزعور لم تصدر حتى هذه اللحظة، إلاّ أن كل التصريحات والمؤشرات تؤكد أن الإتفاق تمّ، والإعلان الرسمي عنه مسألة وقت. وأكثر ما يجب التوقف عنده في هذا الإتفاق، أن الأحزاب المسيحية وجّهت صفعة قوية لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي راهن على عدم اتفاقها على مرشح واحد، كما اتّهمها في عدة مناسبات أن خلافها هو من يعطّل إنجاز الإستحقاق.

الرسالة المسيحية لبرّي وصلت، ومفادها أن “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” والكتائب، اتفقوا في ما بينهم على ترشيح أزعور. والآن باتت الكرة في ملعب رئيس المجلس النيابي الذي دخل في مأزق رئاسي، فلا هو قادر على الدعوة لعقد جلسة انتخاب تفضح مرشحه سليمان فرنجية، ولا هو قادر على التهرّب من الدعوة إلى جلسة انتخاب، بعدما أصبح هناك مرشحان يتنافسان على الحلبة الرئاسية.

لكن هذا لا يعني أن أزعور بإمكانه الفوز على فرنجية، بل هو إسمٌ تقاطعت عليه القوى المسيحية ليس من أجل إيصاله، بل فقط بغية إحراج “الثنائي الشيعي” لا أكثر. وبحسب المعلومات، فأن كلاً من سمير جعجع وجبران باسيل، ذهبا إلى خيار أزعور على مضض، وهو بنظرهما ليس بالمرشّح الجدّي الذي يبنى عليه، إنما الظروف جعلته السلاح الأقوى مسيحياً لكسر الهيمنة الشيعية.

في معركة فرنجية – أزعور، يجب أن لا نغفل وجود ما يقارب الـ 20 نائباً سيقترعون بورقة بيضاء، ومنهم كتلة “اللقاء الديموقراطي” برئاسة تيمور جنبلاط. وهذا ما يؤكد استحالة وصول أحد المرشّحين فرنجية أو أزعور إلى حاجز الـ 60 صوتاً.

وكما بات معروفاً، فإن نواب الحزب الإشتراكي، لن يصوِّتوا ضد رغبة “الثنائي الشيعي”، كما أنهم لن يكونوا في خندق سليمان فرنجية، إلاّ في إطار اتفاق أو تسوية ما. كذلك النواب السنّة المستقلون بسوادهم الأعظم، لن يدخلوا في لعبة الإصطفاف، ولن يكونوا طرفاً في الصراع الشيعي – المسيحي.

يبدو أن الخناق بدأ يضيق على زعيم “المردة”، خصوصاً أنه لا يزال مرفوضاً من عدة جهات خارجية وداخلية. فلا الرئيس برّي استطاع إقناع حليفه جنبلاط بالتصويت لفرنجية، ولا “حزب الله” نجح في تليين موقف حليفه باسيل من فرنجية. يبقى على فرنجية نفسه أن يقارب وضعه الرئاسي بموضوعية ووطنية، ليتّخذ القرار المناسب للبلاد والعباد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى