أبرز الأخباربأقلامهم

الأوطان قاسية حينما تسرق أمانينا – بقلم غابي ايوب

سقطت قوافل من الشهداء في وطننا, وسالت أنهار من الدماء, ترملت الآف من النساء, فُجع الآف من الآباء, تيتم آلاف من الأطفال, تكدرت حياتنا, خيمت أحزاننا, أنهمرت دموعنا, كل هذا من أجل قضية ومبدأ وهدف, كل هذا لأجل وطن وحُلم احتوته تلك الصدور التي خرجت عارية تبحث عنه, لتنتزعه من مخالب أولئك الغاصبون وتلك (الديكتاتوريات) التي أستبدت بكل شيء..

افبعد هذا تأتي مجموعة من السياسيين المتدثرون بلحاف الضعف والخوف والجُبن والمغلفون بالمصالح الذاتية والأهداف الشخصية وتوأد حلم أولئك (العظماء) وتضحياتهم وتقتل أمنياتهم النبيلة وغاياتهم الشريفة والسامية, وتصعد من خلال حلمهم المنشود لمناصب زائلة وكراسي متهالكة بائسة هزيلة..

أليس حرياً بنا أن نكمل مشوارهم ونسير على خطى صدقهم وبرآءتهم وننسج حلمهم من خيوط الشمس وحبات المطر؟

أليس من المفترض أن لا نخذلهم أو نتنكر لحلمهم ونتناسى دماؤهم التي أرتوت بها تربة هذا الوطن ؟

لماذا تساقطنا تباعا في بحر المصالح والأطماع وأصبحنا أسرى بأيدي المخربين والعابثين, لماذا جرونا إلى مربع الفوضى والعبثية والتدمير؟ لماذا شقونا وفرقوا جمعنا, وخلخلوا صفوفنا؟ لماذا ضعفنا أمام أغراءاتهم وأموالهم, لماذا بعنا أحلام البسطاء وامنيات الشرفاء بثمن بخس ؟

التفرقة جعلت منا سلاح نقتل به بعضنا, ونُزهق به أرواح بعضنا, وندمر به بعضنا, أقولها وبكل حسرة للآسف نحن يأيدينا من دمرنا وطننا وقتلنا أحلامنا وتركنا اهدافنا, نحن من أقتادونا وكأنه لا أرادة لنا أو عقل أو منطق أو ضمير يردعنا فجندونا لتنفيذ أجندتهم وسياساتهم ونقوم بدور البطولة لسيناريوهاتهم الدموية والتخريبية, واليوم هانحن ندفع الثمن بخراب مدننا وسفك دماؤنا وقتل أحلامنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى