أبرز الأخباربأقلامهم

الدعم المرفوض من دولة “السدود”!

 

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

لو كان ما أدلى به وزير الإقتصاد أمين سلام تفوّه به وزير بريطاني أم أميريكي أم سويدي لزج وزراء الطاقة المتعاقبين منذ عقدين من الزمن في السجن
ولأن العرض القطري مجاني
وهو يشمل هبة لإنشاء معامل الطاقة في لبنان
لكن العصابة التي تحكمت بملفات الطاقة على مرّ السنوات الأخيرة
وتمسكت بالوزارة واستماتت لتوليها كان يؤشر الى ضخامة المنافع التي جناها هؤلاء من الصفقات والسمسرات بعدما ثبت أن ما يناهز ٤٥ ملياراً من الدولارات صرفت على مشاريع تفعيل انتاج الكهرباء وانشاء المعامل المائية والحرارية والسدود،
لكن الانتاج بقي يساوي صفراً مكعباً في ظل معامل متهالكة وإنتاجاً لم يزيد ساعة يومياً منذ تولي العصابة المذكورة أمبراطورية نهب الطاقة وشفط كل الطاقات وهدر موازنات الشعب اللبناني على هذا الملف
وفي هذا المضمار، كنا نتوسل دولة قطر لمساعدة لبنان لمد يد العون اليه وطالما كانت الى جانبنا في دعم جيشه ومؤسساته، لكننا اليوم نتوسل اليها راجين هذه الدولة عدم الوثوق بعصابة السرقة والنهب التي رفضت الهبة القطرية ،وكأن لبنان يعيش فائضاً في انتاج الطاقة الكهربائية ويصدرها الى دول الجوار…
اما محاولة اباطرة غزو أموال الطاقة التخفيف من حدة جرائمهم ووطأتها حيناً عبر نفي ان تكون هذه المساعدات هبة او اعتبارها استثمارات، فتاريخ المساعدات الخاليجية حافل بتحويل الودائع الى هبات وتسهيل الاستثمارات، والدعم العسكري والانساني ،ويدرك اللبنانيون ان حجج اللص في تبرير سرقته والدفاع عنها لم يعد ينطلِ على أحد…
اتذكر يوماً صديقاً لوالدي كان مهندساً الكترو ميكانيكياً من آل معاصري من مدينة عاليه حضر الى مكتب الوالد رحمه الله في فرن الشباك عام ١٩٧٢، فاخبره أنه اعدّ مشروعاً متكاملاً في اواخر الستينات من القرن الماضي لبناء معمل كهرومائي على ضفاف نهر الليطاني كفيل بتغذية لبنان بكامله من الطاقة الكهربائية وقادر على تغذية قسم من كل من سوريا والاردن يبيعها لبنان من الفائض لديه، وتقدم بالعرض من مجلس النواب حينها يوم كان عداده ٩٩ نائباً بتكلفة قدرها مليون ليرة ، لكن معاصري انتابه الذهول لدى مباشرته بجولته على النواب لعرض منافعه، حين كان هؤلاء يطالبونه تباعاً برشاوى لتمريره بقانون والموافقة عليه، فكانت الرشوة تتراوح حينها بين عشرة آلآف ليرة وعشرين ألف ليرة لكل نائب زاره المهندس معاصري.
عندها كان من الطبيعي أن يصرف الأخير النظر عن السير بالمشروع فمزق الخرائط طالما أن الرشاوى بمجملها سوف تتخطى كلفة المشروع المقترح في ذاك الوقت.
إنه الفساد الموروث من جيل إلى جيل، صحيح أن الأجداد الفاسدين الميامين رحلوا، لكن ملائكتهم بقيت متمثلة بالابناء والأحفاد من بعدهم، فساد تتعددت أشكاله وصفقاته وها هو لبنان ( قطعة السما) بلا كهرباء وماء وقطار ونقل مشترك وبنى تحتية واراضي غير ممسوحة ودوائر رسمية مقفلة وقضاء معطّل لتعطيل الاصلاح ومنع مكافحة الفساد في القرن الواحد والعشرين تزامناً مع وصول الدول التي كانت نامية الى القمر والمريخ ….
هل هو قدر شعب أم سوء ادارة ام عقماً في ارادة التطوير؟
آخر المحاولات…. ثورة تمكن الفاسدون من دفنها في مهدها ليتربعوا على مملكة الفقر والاذلال وخنق الحريات….
الشعب مصدر السلطات الا في ظل نظامنا “الديمقراطي ” المشؤوم… ولنعترف بأن الفاسدين أضحوا مصدر السلطات هم ومعاونيهم وكل من دار في فلكهم وسار في ركابهم….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com