أبرز الأخبار

هل أدخل حزب الله اسم العماد عون على لائحته الرئاسية؟

علاء خوري

ليبانون فايلز

يقرأ حزب الله الاستحقاق الرئاسي بواقعية معطوفة على تقاطع المصالح الخارجية ولاسيما بين ايران ودول المنطقة. للحزب تجربة جيدة مع “العسكر” ، من رئيس المقاومة اميل لحود كما يناديه الحزب، الى الرئيس ميشال سليمان وصولا الى الرئيس ميشال عون. حقبات من الزمن كانت كفيلة بإعطاء الحزب حرية التحرك من دون شروط أو قيود، بل حافظ على توازنات الساحة الداخلية رغم كل المحطات التي مرت على لبنان في العهود الثلاثة وما يريده اليوم “أكل العنب لا قتل الناطور”.

مع زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان ولقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تبلَّغ الاخير من رئيس الدبلوماسية الايرانية ضرورة الانفتاح على الاطراف بكل ما يتصل بالملف الرئاسي، وأن يدخل اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون في مداولات الحزب الى جانب الوزير السابق سليمان فرنجية كي لا تظهر ايران في موقع المعرقل في هذا الملف فيما تبحث اليوم في ملفات كبيرة يُعتبر الاستحقاق الرئاسي اللبناني فيها تفصيلا صغيرا مقارنة مع حجم الاستحقاقات الاخرى والتي تبحثها مع السعودية والصين واوروبا، وبالتالي على الحزب التقيّد بالنصيحة الايرانية والذهاب نحو لائحة تضم قائد الجيش الى جانب رئيس المردة سليمان فرنجية.

سارع الحزب الى تلقف النصيحة الايرانية وأوفد رئيس كتلته النيابية الى اليرزة لاستطلاع ما يحمله قائد الجيش العماد جوزاف عون من أفكار ومقاربات تتصل بالساحة الداخلية. وفي حين لم تعلق مصادر في الحزب على ما يتم التداول به عن اللقاء لا سلبا ولا ايجابا، اشارت الى ان الحزب وبحكم التواصل الدائم مع قيادة الجيش اللبناني على الارض يعرف جيدا طريقة تفكير العماد عون ومناقبيته داخل المؤسسة، مشيرة الى أن بعض الخطوات التي كان يتخذها القائد كانت بعيدة عن تفكير الحزب الذي سجل اعتراضه عليها ومنها ما حصل في الطيونة وقبلها في ثورة 17 تشرين حين “سمح” الجيش للمتظاهرين بقطع الطرقات.

وتؤكد مصادر الحزب أن القيادة في حارة حريك لم تعط أي رأي بالنسبة لترشيح قائد الجيش، بل حافظت على صمتها وعززت خطابها الداعم لمرشحها سليمان فرنجية وهاجمت القوى المعارضة وتقاطعاتها على المرشحين. وهذا النهج بحسب المصادر استمر طيلة اشهر الفراغ الرئاسي، وخرقته تسريبات من قبل مقربين من الحزب كان ابرزهم الوزير السابق وئام وهاب الذي نقل عن السيد حسن نصرالله قوله انه لا يمانع بترشح قائد الجيش الى الرئاسة ولا فيتو للحزب عليه بعكس ما يشيعه البعض.

هذه الايجابية التي تجلَّت بحياد الحزب عن أي خطاب هجومي ضد العماد عون، كانت مقصودة بحسب المصادر انطلاقا من ادراك الحزب أن الامور قد تتغير في المنطقة لصالح مرشح توافقي بين الاطراف وعلى رأس اللائحة يأتي اسم العماد جوزاف عون. وتُذكر المصادر بحكمة القيادة العسكرية في حادثة الكحالة حين رفض الجيش أن يدخل في أي مشروع فتنة كان بعض الاطراف يعمل على تطبيقه على كوع الكحالة، بل تدخل الجيش بسرعة وطوق الشاحنة وسحبها ومنع أي طرف من الوصول اليها وطبَّق البيان الوزاري في الشق المتعلق بمهمة الجيش مع المقاومة وهو أمر لاقى ايجابية لدى قيادة الحزب وتنويها لقيادة اليرزة التي تصرفت بحكمة بعيدا عن انفعالات بعض الاطراف.

وبين حوار الرئيس نبيه بري وحراك لودريان الذي ينطلق الاثنين المقبل، ولقاءات الموفد القطري في بيروت، محطات يُعوّل عليها اللبناني لانتاج رئيس للجمهورية يُعيد معه الاستحقاقات الى الساحة والتي تنتظر البت بها لأن التأخير المتعمد يعني مزيدا من الانهيار والفوضى على أبواب السنة الجديدة بعد ثلاثة أشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى