أبرز الأخبار

من القموعة الى عرسال: حزب الله يمسك المعابر الاستراتيجية ويتوعد

علاء جزيني ليبانون فايلز

يعتقد كثيرون ان حزب الله يسير بعكس الاتجاه السعودي الايراني الذي جاء بعد المصالحة الصينية ويرفع من سقف مواقفه بوجه من يتناوله كمعرقل للاستحقاقات الداخلية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي الى حدود الصدام المباشر مع هذا التفاهم الذي أرسى وفق البعض لاسيما قوى المعارضة قواعد اشتباك جديدة في المنطقة وفَرَضَ هدنة في ساحات عدة ومنها لبنان حيث تحافظ السعودية على توازناتها الدقيقة في لبنان، الا أن مؤشرات الوقائع الميدانية لا زالت مرتفعة وتؤكد ميل الدفة نحو الحزب الذي أثبت بأنه خارج أي تفاهم اقليمي وأن دوره في لبنان بلغ الذروة التي تُحمّله أعباء كثيرة وليس سهلا في المقابل على أحد فتح جبهة عسكرية بوجهه خصوصا دول المنطقة.

يفصل الحزب عمله العسكري عن تكتيكه السياسي الداخلي. ففي الاولى وضعت القيادة في حارة حريك جملة مُحرمات وخطوط حمراء لا يمكن التفاوض عليها، وإن وصل الامر الى مخاصمة الاطراف كافة وتحديدا المسيحية منها، فهو يؤكد في محادثاته الداخلية أن أي مسألة تخص السلاح خارج اطار النقاش أو المُقاربة، وقد تَلَمَس التيار الوطني الحر هذا التمسك الحديدي خصوصا في الشهرين الماضيين حين عادت قنوات التواصل بين الطرفين.

 

الملف العسكري عند الحزب لا يمكن المُساومة عليه تقول اوساط قريبة من محوره، وتشير الى أن حادثة الكحالة كانت خير دليل على هذا الامر عندما سارع الجيش الى تطبيق ما نص عليه البيان الوزاري لناحية الحفاظ على سلاح الحزب وعدم المسّ به. وتشدد الاوساط على ضرورة التيقن من المرحلة المقبلة والتي سيكون فيها الحزب أكثر إصرارا على السلاح ولن يتهاون مع اي جبهة ستقف بوجهه. وقد أوصل الحزب رسائله عبر القنوات الرسمية الى كل الاطراف مؤكدا أن شاحناته ستعبر لتصل الى هدفها، بل سيكون هناك المزيد منها خصوصا وأن التهديدات على الحدود الجنوبية تتسارع ما يُبقي عناصر الحزب على أُهبة الاستعداد لأي تطور عسكري هناك.

يربط الحزب الميدان العسكري بالسياسي انطلاقا من شعار “حفظ ظهر المقاومة”، وهو الذي أنتج رؤساء ما بعد الطائف، وباعتقاده فإن المعادلة سارية وأي رئيس سيصل الى كرسي بعبدا عليه أن يأخذ بعين الاعتبار هذا الشعار فعلا لا قولا. من هنا تؤكد الاوساط تمسك الحزب بسليمان فرنجية وفتح الباب أمام أي تسوية رئاسية جديدة مع القوى يكون فيها الرئيس المطروح بالمواصفات التي تنطبق على فرنجية وعلى رأسها حماية السلاح، ولكن تُضيف الاوساط: من الصعب إيجاد بديل لفرنجية الذي يصفه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوريث الرئيس اميل لحود لناحية تمسكه بسلاح المقاومة ومنع أي طرف التسلل اليه، وقد مرَّ الرجل بأكثر من معمودية نار سياسية دفعت بالحزب الى توقيع ترشحه على بياض.

وفي اطار الرد على الحملات التي دعت الى مواجهة سلاح الحزب خصوصا بعد حادثتي مقتل مسؤول القوات السابق في المنطقة الياس الحصروني في عين ابل وشاحنة السلاح على كوع الكحالة، تشير مصادر مقربة من الثنائي الى أن الوضع الميداني الداخلي بات في يد الحزب الذي يمسك بيده مختلف المناطق اللبنانية من عكار الى الجنوب مرورا بالبقاع، مشيرة الى أن الخبراء العسكريين يعرفون الخرائط جيدا وغالبيتهم يُدرك أن الممرات الاستراتيجية باتت في عهدة الحزب من القموعة الى عرسال وصولا الى الحدود الجنوبية. وترى المصادر أن حقيقة ما وصلت اليه “المقاومة” أزعج بعض الاطراف في الداخل الذين يعملون اليوم على توحيد جبهتهم بوجه سلاح الحزب وتقليب الرأي العام ضده، على غرار ما حصل في العام 2005 وأعقب هذه الهجمة عدوان تموز وتطورت الاحداث الداخلية من بعدها وشهدنا معارك مخيم نهر البارد الى 7 أيار وصولا الى تسوية الدوحة، واليوم يسعى هؤلاء الى تغيير المعادلة في الداخل بمساعدة الخارج ولكنهم لن ينجحوا تختم المصادر المقربة من حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى