أخبار دولية

هل تقف الصراعات الإقليمية وراء اشتعال ورقة المخيمات في لبنان؟

معتز خليل

لا تزال تداعيات ما جرى ويجري في مخيم عين الحلوة تتواصل، خاصة في ظل التصعيد الأمني الحاصل في المخيم اللبناني الذي يمثل نموذجا استراتيجيا لتجمع القوى الفلسطينية وقوى معسكر المقاومة في موقع واحد ، وهو ما يزيد من حدة هذه الأزمة.

ما الذي يجري ؟
تصاعدت الأمور عقب اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا اللواء أبو أشرف العرموشي ، وهي الحادثة التي وقعت عقب إلقاء العرموشي القبض على أحد المطلوبين أمنيا ، الأمر الذي زاد من دقة القضية برمتها.
دقة ما يجري في المخيم تصاعدت وبقوة خاصة وأن المشتبه بهم في اغتيال العرموشي معروفين وبالاسم وهم :
1- هيثم ومحمد الشعبي
2- بلال بدر
3- محمد زبيدات الملقب بـ«الصومالي»
وتمثل عملية اعتقال هذه الشخصيات أزمة دقيقة خاصة وأن القبض على شخصية مثل الصومالي تحديدا هو الذي أشعل شرارة الاشتباك الأخير بإطلاقه النار على ثلاثة إسلاميين ليل السبت ثأراً لمقتل شقيقه قبل ستة أشهر.
غير أن هناك الكثير من العوامل التي ساهمت في التصعيد في مخيم عين الحلوة ومنها:
1- زيارة اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية إلى لبنان
2- زعم بعض من التقارير الأمنية إن فرج عرض على عناصر الأمن اللبناني وتحديدا قسم من المخابرات أو مسؤولي المعلومات من مناهضي أو رافضي أو المعارضين لحزب الله معلومات في منتهى الدقة
3- المعلومات تتلخص في :
أ‌- اعترافات لعناصر مقاومة فلسطينية بتلقيها أموالا وسلاحا بصورة غير مباشره من قيادات في مخيم عين الحلوة
ب‌- تأكيد فرج بأن ما يجري في لبنان يؤكد إن عين الحلوة بات بمثابة “مركز عمليات المخيمات” الذي يناهض السلطة ويدعم الفصائل المقاومة في الداخل .
ج‌- معرفة بعض من الأطراف السياسية الإقليمية بهذا الأمر عن طريق ماجد فرج ، وتحديدا مصر وإسرائيل وقطر ، والأخيرة عرفت بهذه المعلومة بصورة غير مباشرة عن طريق مراسلي قناة الجزيرة ممن وافوا الدوحة بالتفاصيل السرية عن القضية
د- شعرت جهات في لبنان بدقة ما يحمله فرج ويروج له ، وهو ما دفعها إلى انتقاد زيارته ، بل ووصفها لهذه الزيارة بأنها فتنة سياسية لا يمكن السكوت عليها ، وبات هناك محاولة مضينه للتصعيد ضد فرج بل ومحاولة توجيه أي تهمة له تتعلق بالتصعيد أو .
ه- أوصت هذه الجهات ومنها بالطبع حزب الله لحلفائها بانتقاد زيارة فرج بل ومحاولة حرق أي معلومة يمكن أن تظهر الاستهانة به ، وهو ما وضح عقب الحوار الذي أدلى به زياد النخالة إلى قناة الغد ، حيث قال النخالة إنه رفض وساطة فرج الذي تحدث معه عقب وساطة الجانب المصري .
وفي ذروة كل هذا بات واضحا إن الكثير من العناصر الإرهابية مثل جند الشام أو داعش ترتبط بعناصر من المقاومة الفلسطينية بعلاقات، الأمر الذي دفع ببعض من عناصرها إلى الاشتباك عسكريا معها .
الحالة المصرية
اللافت هنا إن هناك حساسية في معسكر المقاومة إزاء المعلومات التي يحصل عليها ماجد فرج شخصيا فضلا عن بعض من العناصر الأمنية الفلسطينية المعنية بالتنسيق الأمني، خاصة وأن بعض من هذه العناصر محسوبة على مصر أو بالأصح ترتبط بعلاقات جيدة معها ومع جهاز المخابرات العامة المصري .
ويشير تقدير إسرائيلي تم وضعه مع اشتعال الأحداث في المخيم ونبهت إليه بعض من القنوات الإعلامية إلى إن القاهرة امتلكت معلومات تفصيلية عن علاقات بعض من عناصر المقاومة والشخصيات الفلسطينية بعناصر داعش وجند الشام، وهي المعلومة التي وصلت إلى حزب الله والذي بدوره أرسلها طواعية إلى إيران.
ومع وصول هذه المعلومة الدقيقة إلى القاهرة عرف حزب الله بتفاصيلها، الأمر الذي يفسر حالة العصبية والتشنج التي بات عليها الحزب ومنصاته الإعلامية ومنها صحيفة الأخبار إزاء ما يجري ويكتب عن زيارة ماجد فرج.
اللافت إن التقدير الإسرائيلي نبه إلى أن هجوم حزب الله علي القاهرة مستخدما مثلا أنباء عن واحدة من القنوات الفضائية المصرية الجديدة في مصر والعبث والتلويح بأخبار داخلية إدارية خاصة بها ، ولا يمثل نشرها أي جديد للحزب أو أي معلومة جديدة للقارئ اللبناني مثل :
1- تأخر الراتب في هذه القناة
2- حديث عن القيادة الإدارية والإعلامية بها
كل هذا يأتي في ظل مناوشات تصاعدت من حزب الله الذي وصلته معلومات أكيدة بمعرفة مصر للكثير من المعلومات عن المخيمات الفلسطينية
تحليل مضمون بعض من المنصات الغربية يشير إلى إن الواقع العملياتي على الأرض أثبت صحة المعلومة التي بحوزة ماجد فرج ومن قبله عرفها المصريين ، وتتمثل في ارتباط عناصر المقاومة بعناصر التنظيمات الإرهابية ، وهو ما تجسد مع السلاح الثقيل لهذه المنظمات والمستخدم في الحرب التي أداروها ضد عناصر تنظيم فتح ، فضلا عن عدم ارتياح حزب الله تحديدا لفكرة وجود عناصر معلومات تنقل للمصريين الأخبار من المخيم .
العلاقة التاريخية
وللعلم فإن علاقة مصر بالمخيمات الفلسطينية سواء في الداخل الفلسطيني أو خارجه هي علاقة يمكن وصفها بالتاريخية ويعرفها حزب الله وإيران وحماس وجميع الأطراف، غير أن الجديد هذه المرة هو شعور حزب الله باعتباره الجهة الأكثر فاعلية على الساحة اللبنانية بأن المصريين يعرفون الكثير ، وهو ما يأتي تزامنا مع:
1- تحركات مصرية لإبرام سلام وتطبيع مع إيران.
2- تعلم إيران إن للمصريين بعدا استراتيجيا في فلسطين ، يماثل بعدهم الاستراتيجي في العراق ، غير أن أحد أفرع المخابرات الإيرانية قال إن عدم معرفه المصريين بمعلومات في المخيمات سيصيبهم بالتوتر ، وبالتالي يمكن لنا العمل على حجب المعلومات عنهم لكي يستخدمها دبلوماسيينا في التفاوض معهم في مباحثات التطبيع ، بمعنى أن ما يحصل عليه المصريين وحدهم من معلومة يمكن أن يتضاعف في التعاون الإيراني معهم ، وهذه كانت واحده من الرسائل الدقيقة التي مانت تقف وراء هذا التصعيد ، خاصة وآن عيون مصر في مخيم عين الحلوة تعرضت لأزمات في التصعيد الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى