أخبار محلية

شركاء سلامة وأعوانه في سياسته الاقتصادية والمالية خائفون

المصدر: المدن

يبدو أن الحاكم رياض سلامة ليس وحده الخائف، بل إن شركاءه وأعوانه في سياسته الاقتصادية وهندسته المالية بدأ يظهر عليهم القلق نفسه.

المعلومات تشير إلى أن المدعو سليم الخليل، الذي يُعرف بأنه صلّة الوصل بين المصرف المركزي وصرافي السوق السوداء للدولار، في طور تجهيز أغراضه للسفر خارج لبنان نحو إحدى الدول الأوروبية، بعدما تمكن من الحصول على الإقامة فيها. وحسب المعلومات المتوافرة، فإن الخليل، وهو كاتب عدل سابق، دخل السوق السوداء، في خضم الأزمة الاقتصادية، وبدأ بالعمل في مجال “الشيكات المصرفيّة”، حيث عُرف بأنه الموزع الأول والأهم والأعرق للشيكات في لبنان، وعلى علاقة وثيقة بالحاكم. ونظراً لأهمية مركزه، ترددت معلومات حوله تفيد أنه يمتلك عقاراً في وسط البلد. وهو عبارة عن مستودع ضخم لمتابعة “أعماله المصرفية”، ويتمتع بحماية أمنية مُشددة كتلك التي تحمي الحاكم! ومن المهم الإشارة إلى أن الخليل قد حزم أمتعته وبات مُستعداً لمغادرة الأراضي اللبنانية يوم غد، لأسباب قد تكون مجهولة.

والسّؤال البديهي في هذه المرحلة: لمن تعود أموال الخليل؟ هل سيخرج من البلاد بتغطية أمنية من الحاكم وكأن شيئاً لم يكن؟ هل تورّط مع سلامة؟ لا أحد يعلم.

دور نبيل عون
في السياق نفسه، ذكر سابقاً خلال جلسات الاستجواب الأوروبية، اسم صديق الحاكم، نبيل عون، المعروف بأنه معاونه ومن المقربين منه، والذي كان على معرفة به قبل تعيينه حاكماً للمصرف المركزي، وهو الرئيس السابق لجمعية الوسطاء الماليين اللبنانيين، والذي سبق وأن ذُكر اسمه في الإستنابات القضائية الأوروبية، وطُلب لجلسات الاستجواب خلال زيارة الوفود الأوروبية لبيروت منذ عدة أشهر، على اعتبار أنه أحد السماسرة الرئيسيين العاملين مع سلامة، كما ذكر اسمه في التقرير البريطاني عام 2021، الذي أعدته مؤسسة “غرنيكا 37″، حيث أفادت بأن عون كان قد تعامل مع شركة يملكها نجل الحاكم، ندي سلامة، متعلقة بالاستثمارات والتوظيفات مع بنك عودة تدعى “كروس بريدج كابيتال”، كما أنه يتابع عمله الأساسي في سوق الأوراق المالية بسويسرا. وحسب المعلومات، فإن الفضل يعود إليه في تعليم وتلقين مساعدة الحاكم، ماريان الحويك، فنون العمل المصرفي. إذ ذُكر في التحقيقات الفرنسية التي أجرتها القاضية الفرنسية أود بوروسي مع الحويك، بأن الحاكم قد طلب من صديقه نبيل عون مساعدتها وإرشادها في بعض الأمور المصرفية، إلى أن أصبحت الحويك من أفضل تلامذة عون، التي امتلكت خبرة كافية ولافتة في عالم الأرقام والأعمال المصرفية.

شفيق أبي اللمع.. سمسار سلامة
في السياق نفسه، ذكر في التحقيقات الأوروبية أيضاً اسم صهر سلامة السّابق، المحامي شفيق أبي اللمع، الذي تردد اسمه خلال جلسات استجواب الشهود، إذ هو من “المشتبه بهم” بتورطه بأعمال الحاكم لسنوات طويلة، حين عمل كسمسار لتوزيع تراخيص المؤسسات المصرفية، كما أفادت معلومات بأن ثروته قد تجاوزت ملايين الدولارات الأميركية في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال من الأسماء المشتبه بها، نظراً لفترات عمله الطويلة مع الحاكم الذي أغرقه بالثقة والمحبة.

خلال الأسابيع المقبلة، قد تثبت التحقيقات الأوروبية تورط مجموعة كبيرة من أعوان الحاكم بأعماله، فتؤكد بأنها تشاركت مع سلامة في عمليات تمرير الأموال التي أدت إلى إفلاس اللبنانيين بطريقة ممنهجة، والتي نتج عنها سرقة ودائعهم وعدم الاعتراف بمكان وجودها الحقيقي.

غداً سيرحل سلامة من دون مساءلة جدية من الدولة اللبنانية. سيرحل سلامة وتُطوى صفحته، فيما حقوق اللبنانيين والدولة اللبنانية أيضاً ستبقى مؤجلة، حتّى يصل قاضي التحقيق الأول شربل أبو سمرا إلى خلاصة تحقيقاته، ليؤكد إن كان الحاكم قد تورط بقضايا الاختلاس أم لا، في حين أن التحقيقات الأوروبية كانت قد توسعت بشكل لافت مؤكدةً بأن ثروة الحاكم غير مبررة، والمتوقع أنها ناتجة من عمليات احتيال وغسيل أموال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى