أبرز الأخبار

الحزب يرفع السقف: فرنجية وتعديلات دستورية!

الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

يُخطىء كثيرا من يراهن على أن الوقت وصمود تقاطع المعارضة- التيار الوطني الحر بالملف الرئاسي كفيلان بدفع حزب الله للتخلي عن مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لصالح مرشح ثالث. فبحسب آخر المعلومات، ان الحزب يتجه لمزيد من التشدد ولرفع اضافي لسقف المفاوضات التي لم تنطلق بعد. اذ بعدما كان ينطلق من معادلة “تعالوا للحوار لأقنعكم بفرنجية” مقابل مكاسب معينة، بات اليوم يسعى لايصال رئيس “المردة” بالتوازي مع ادخال تعديلات دستورية ترسخ مكاسب حققها بالممارسة والاعراف ابرزها التوقيع الشيعي الثالث اي حصر وزارة المالية بالطائفة الشيعية.
ويعتبر مصدر معارض ان “بعض القوى غير واعية لحجم المخاطر المحدقة بالبلد، وهي تعتقد بسذاجة انها بالتلاقي على اسم الوزير السابق جهاد أزعور استطاعت اسقاط ترشيح سليمان فرنجية.. حتى انها بدأت بالحديث عن مرحلة ما بعد فرنجية. لكن واقع الامور يؤكد ان هذا الترشيح لا يزال قائما وصامدا واقوى مما كان” لافتا الى ان “حزب الله لم يقارب يوما الملف اللبناني بمعزل عن ملفات المنطقة فبنهاية المطاف هو ليس لاعبًا لبنانيا انما اقليميا.وطالما هو يعتبر ان المرحلة الحالية مرحلة قطف ثمار انتصارات المحور الذي ينتمي اليه فان الاثمان التي سندفعها في لبنان يبدو انها ستكون باهظة”. ويضيف المصدر:”من هذا الذي يعتقد ان التفاهم الايراني- السعودي كما السعودي- السوري واقترابنا اكثر من اي وقت مضى من تفاهم اميركي- ايراني حول برنامج ايران النووي كلها تطورات سيضعها حزب الله خلف ظهره فيرفع راية الاستسلام في الداخل ويتجه للتفاوض على مرشح ثالث؟!”
ويوافق مصدر يتابع عن كثب للملف الرئاسي كل ما قاله المصدر المعارض، لافتا الى ان “البعض يعتقد ان حزب الله بصدد تكرار سيناريو انتخاب العماد ميشال عون لجهة تعطيل البلد اشهرا وسنوات حتى ضمان وصول مرشحه الى سدة الرئاسة. لكن حقيقة الامر انه قرر الذهاب ابعد من ذلك. ولم يعد الامر يقتصر على ايصال مرشحه فهو حقيقة وبعد الطلاق غير المعلن رسميا مع “التيار الوطني الحر” بدأ فعليا الدفع لتعديلات بالنظام ترسخ انتصاراته في الاقليم… وهنا الخشية الكبيرة”.
ولن يكون مستغربا ان يسعى الحزب للانتقام بطريقة او بأخرى من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل رغم سعي الاخير لعدم كسر الجرة معه واعتقاده انه من خلال ما يقوم به بالملف الرئاسي يحرج الحزب ويضعه في الزاوية لتقديم التنازلات بفعل الامر الواقع والتوازنات البرلمانية القائمة.. “لكن ما لا يدركه باسيل ان الاستياء من آدائه بلغ مداه”، بحسب مصادر مطلعة على جو الحزب، “وان كل محاولاته بعد الجلسة الرئاسية الاخيرة جر الحزب الى طاولة الحوار بعد تخليه عن فرنجية ليس الا وهما كبيرا لن يتحقق”.
ولا شك ان خطط الحزب وطموحه لا ينسجمان على الاطلاق مع خطط قسم كبير من اللبنانيين الذين باتوا يتحدثون علنا بطروحات كالفدرالية..ما يعني ان البلد قد يكون قريبا على موعد مع تحول الكباش السياسي الحاصل الى كباش من نوع آخر، فهل يصمد اخصام حزب الله في ظل ما يبدو انه تخل تام اقليمي ودولي عنهم خاصة اذا تم الاعلان عن تفاهم ايراني- اميركي قريبا؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى