أبرز الأخبار

اغتصاب، جرائم متكررة وانتحال صفة مخابرات الجيش للاعتداء على عمّال زراعيين

الكاتبة: مريم مجدولين اللحام
المصدر : جسور

تحكم كتيبة “آل يوسف عساكر-نور” المُسلّحة، منطقة المجدل-قضاء جبيل فعليًا، ليس بقوّة السلاح غير الشرعي فحسب، وإنما بالغطاء السياسي ونجاحه المتتالي في رفع مفهوم المحاسبة عنهم. وبالتالي، إن أي اعتقال لأي فرد من أفراد العائلة عادة ما يُقابَل بتدخّل مباشر من قادة البلدية وساسة المنطقة. وفي هذا الإطار، ومن باب لفت النظر لا الإتهام، تجدر الإشارة إلى أن رئيس البلدية سمير عساكر يعمل في بكركي ويتوارد أنه لديه القدرة على التواصل باسمها.

 

وفي جديد المواجهات المسلّحة التي ارتكبها فارس يوسف عساكر وابنه شربل، المعتقلان حاليًا لدى جهاز التحري في جونية، أنهما قد انتحلا صفة “مخابرات الجيش” ولبسا الأقنعة وطوّقا بالسلاح، غرفةً زراعيّةً يسكنُها عاملان زراعيّان، وأقدما على خلعِ الباب وإطلاق النّار داخل منزلهما وضربهما ضرباً مبرحاً بآلةٍ حادَّة (مطرقة/ شاكوش) مسببان بكسر في جمجمة العامل باسل الأحمد فاحتاج عملية طارئة لعناية فائقة في مستشفى سانت ماريتيم على حسابه الخاص.

وبكسر ليد ورجل العامل سليمان عبد الرحمن وجروح بالغة في البطن والظَّهر واليدَيْن والرّجلَيْن وشقاق في رأسه احتاجت إلى إجراء قطب لجروحه العميقة وقد تمت معالجته على حسابه الشخصي كذلك!…

 

أما الأخ الأصغر جريس فقد ضرب والدته نجيبة عندما حاولت التدخّل في إطار “الصلح” وتم نقلها إلى مستشفى قرطبا بعد فقدانها الوعي لشدة ما تعرّضت له من تعنيف وأذية جسديّة!

 

لم تكن هذه الاعتداءات وليدة المصادفة، بل وبحسب مصدر محلّي صرّح لـ”جسور” وفضّل عدم الإفصاح عن اسمه، قام المعتديان بالتعرّض للزراعيين من باب الضغط على مديرهم، أحد رجال الأعمال القاطنين في المنطقة ذاتها، لإجباره على طرد زوجة الإبن، “ب. عساكر” من عملها، وهي أم لسبعة أطفال وناجية من عملية اغتصاب متكرّر تتعرض له… والإمرأة اليوم، لجأت لحماية إحدى الجمعيّات النسويّة، أما العصابة، فتنتظر إفراجًا سياسيًا إذ يقول المصدر أنه “يجري حاليًا فبركة دافع، مفاده أنّ العاملين قد اعتديا على إحدى فتيات البلدة، فيما تؤكد كل المعلومات عدم صحّة هذه الرواية”.

 

وبالمناسبة، الملف حاليًا بعهدة القاضي نادر منصور، وهو ليس الملف الأول الذي يتم فيه ضبط أفراد هذه العائلة بتعديات قاموا بها بحق مواطنين ولاجئين سوريين فيُذكر مثلًا أن أخ المتهم أي “شربل يوسف عساكر” رهن التحقيق في جريمة ارتكبها في وضح النهار أمام شهود عيان منذ عشرة أشهر تقريباً، ربط فيها كمينًا مسلّحًا جرى خلاله إطلاقًا للنّار دام نصف ساعة مُتواصِلة، حيثُ قتل فيه المدعو شحادة يوسف عساكر. هذا ما لم نذكر هجوم الكتيبة المسلّحة ذاتها، على المواطن غابي الخوري في سيارته أمام أطفاله وزوجته، وتعرّضوا له بالضرب المبرح لدرجة فقدانه كثير من الدماء، أما صور الخوري فكانت صادمة دامية ومخيفة!

 

تحوّلت هذه الأجواء المشحونة بالترقب في المجدل-جبيل (مجدل العاقورة) إلى بيئة خصبة للدعايات والإشاعات التي وصلت إلى حد الحديث عن وجود غطاء قضائي لأفعال “آل يوسف عساكر”، وتجدرُ الإشارة إلى أنّ الجرائم والمكامن تتكرّر في هذه البلدة، وآخرها كان سرقة كابلات كهرباء شركة لبنان وعدد من المنازل في المنطقة، سبقها اعتقال عمّال سوريّين وتعريتهم وتكبيلهم وضربهم وإذلالهم وتصويرهم وبثّ الفيديوهات على شبكات التّواصل الاجتماعيّ.

 

هذا السرد السريع لخلافات أبناء العائلة الواحدة، تجاريًا واجتماعيًا، التي كانت دائما برميل البارود الذي يمكن أن يفجّر الواقع الهش في منطقة المجدل-جبيل، هي خلافاتٌ نجحت الجهات السياسية الفاعلة في المنطقة طيلة عقدين في أن تديرها بالتسكين وكثير من السيطرة، خشية أن تفقد نفوذها وفي هذا الإطار ضاق الأمر بآل عساكر من تصرّفات هذا القسم من العائلة آملين من القضاء أن يباشر بمحاسبة الفاعلين لما في ذلك من إنقاذ لسمعة البلدة الزراعية-السياحية قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى