أخبار محلية

نجيب وستيفاني… و”الغادة العونية”

نداء الوطن

استنفرت القاضية غادة عون بعيد انعقاد جلسة حكومة تصريف الأعمال. تلقت التعليمات بالتحرّك، ففتشت في جعبتها عن فتيل يمكنها إشعاله في وجه رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي للانتقام منه وتشويه سمعته، فلم تجد إلّا الممثلة ستيفاني صليبا، التي «تتلقى الهدايا الباهظة».

لذا شمّرت «الغادة العونية» عن زنودها وراحت تنبش وتفتش عن المصدر المشبوه وربما «اللاأخلاقي» لتلك الهدايا، ناوية أن لا تترك ستراً مغطى للعلاقة وامتداداتها، بذريعة الكشف عن «تورط حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في اختلاس وتبييض أموال وتزوير وإثراء غير مشروع».

فتهمة صليبا أنّها «كانت من المقربين من سلامة عندما نفّذت إعلاناً لصالح مصرف لبنان عن الليرة اللبنانية»، وفق بعض التسريبات الإعلامية. وجاء اللعب الوسخ من المصدر المعهود على عادة استسهال الكيديات بالمستويات المتدنية، وذلك بمعزل عن المنحى القضائي الصحيح والسليم، والمفروض أن يشمل، أول ما يشمل، مصادر ثراء رؤوس الهرم في منظومة الفساد المحمية من الحاكم بأمره، القادر بدوره على تمويل دولته من مصادر لا علاقة لها بالدستور والقوانين والشفافية والمساءلة.

وفي استنسابية مألوفة، كانت مذكرة البحث والتحري بحق ستيفاني، وكانت التدخلات السياسية، لمنع جلبها مخفورة إلى «الغادة العونية»، وكان زج اسم ميقاتي بهذه التدخلات مفيداً، ما شكل إلهاءً دسماً لهواة النوع.

ولأنّ النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، قطع الطريق عليها، استنفرت الغادة بوجهه، مشيرة إلى أنّها ستتقدّم بشكوى بحقه لدى التفتيش ولدى مدعي عام التمييز غسان عويدات… وللمفارقة فإنّ عويدات مشمول بشكوى سابقة من غادة عون، ليصير الخصم والحكم. ولا عجب إن كانت القاضية على دين ملكها الذي وضع أسلحته كلها على الطاولة وهدد باستخدامها، وبانتظار الخطوات العملية لردود فعل «الحزب» الشاجبة تجاوز حليفها الخطوط الحمر، لا بأس ببعض الترفيه المقرون بالإثارة مع ستيفاني ونجيب.

فمثل هذا الترفيه كفيل بصرف النظر عن جموح «صهر العهد القوي» السابق النائب جبران باسيل، وسياسته التعطيلية التي لطالما شلت الدولة ومؤسساتها، وباركها «حزب الله» واستثمر فيها، وربما برمجها لينال ممن كان يعيق مصادرته السيادة اللبنانية لمصلحة إيران.

كذلك، لا لزوم للتذكير بأنّ باسيل يتصرّف وكأنّه ممسكٌ بأقوى أسلحته، وإن انحرفت وجهة التعطيل والهجوم والتهديد والابتزاز، وتجاوزت ما كان الكثيرون يحسبون أنه خط أحمر… وذلك عبر التلويح باللامركزية الموسّعة، والتي لا نعرف إن كان الصهر القوي يملك أدواتها، إلّا إذا كان يرسم على الشق القواتي في الساحة المسيحية ليلاقيه في منتصف الطريق، على الرغم من كل الطعنات التي سبق وتلقاها منه بعد «اتفاق معراب»، ليسير وإياه في ثنائية ينبغي لها أن تخيف «حزب الله» وتدفعه إلى مراجعة حساباته والوقوف على الخاطر الباسيلي. أو أن باسيل ينوي نقل البندقية من كتف الممانعة إلى كتف «الشيطان الأكبر»؟ أو أن المطلوب تأجيج الصراع على الأرض، ليصار بعد ذلك إلى وضع «اتفاق الطائف» على الطاولة، وإعادة صياغة لبنان ودستوره وفق رؤية المحور الإيراني وأطماعه؟

وفي الانتظار، لنا أن نتسلى بحلقات مسلسل «الغادة العونية» الجديد وبطليه نجيب وستيفاني!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى