أبرز الأخبار

أفول العونية… شهابية شعاراتها أسقطتها ممارسات فاشلة

 

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

من لم يقرأ بين سطور كلام رئيس الجمهورية الذي ادلى به خلال استقباله وفداً اعلامياً في القصر الجمهوري لم يستشف ما ينتظر اللبنانيين خلال الحقبة المقبلة ،والتي برز من خلال خطابه تطور نوعي يشي بمسار متحوّل في سياسة فريق التيار ،والتي تجنح نحو معارضة شرسة للعهد المقبل انى كان الرئيس العتيد ولأي فريق إنتمى.
فعون اليوم فتح النار على الجميع إيذاناً ببدء حقبة جديدة من الصدامات والمواجهات ، مستعيداً حقبات من الزمن، بينها محطة العام ١٩٨٩ حيث واجه الاقربين والابعدين، مسيحيين قبل المسلمين فضلاً عن السوريين.
اليوم يفتتح المعركة ويطلق صفارة الانطلاق باكراً من بعبدا قبل مغادرتها ،وسيستخدم بعيد وصوله الى الرابية مختلف أنواع الاسلحة تزامناً مع ساحة فارغة ،وفراغات دستورية فلا رئيس ولا حكومة ولا جمهورية بل اطلال واشلاء ومرفأ مدمر، وها هو اليوم يواجه حزب الله وامل وحتى السوريين من جديد.
إشارات اليوم تبدو واضحة للعيان ،ولقد استخدم عون عبارة استقاها من الثوار للدلالة على من شن حرباً ضده قائلاً : ” كلن يعني كلن” في الدلالة على ان كل الفرقاء واجهوه وحاربوه في عهده من بينهم حزب الله وأمل،
وقد جاء وقت الانتقام من الجميع والاخذ بالثأر،
فقد نعى منذ اليوم طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس بري فحكم عليها مسبقاً بالفشل ،
اما في موضوع الترسيم مع سوريا وعدول الاخيرة عن استقبال الوفد اللبناني ،فقد اعتبر أن التفاوض مع الاصدقاء صعب احياناً، كما ان سوريا غير جاهزة حتى اليوم للتفاوض معنا!
فهل يتطلب التفاوض فترة نقاهة ام تأمل أم تسعوية للقبول به؟
وهل قطعت شعرة معاوية بين عون والسوريين من جهة ام بينه وبين حزب الله وأمل من جهة ثانية، فيعود عون، جنرالاً الى الرابية بفكر العام ١٩٨٩ وبشخصيته؟
نتساءل في هذه الايام المصيرية أي خريطة طريق جديدة مستحدثة اختارها عون؟ اي حليف ” خصم” واي خصم ” حليف سابق” حسبما عودنا منذ بداية مساره السياسي عام ١٩٨٩؟ ومن هو الفريق ام بالحري الافرقاء الذين سينقلب عليهم غداً لتقوية العصب من جديد؟
وأي شعار سيرفع خلال معاركه المقبلة وفق أجندة تحاكي مرحلة ضغوط هائلة يواجهها التيار الخارج من عهد فاشل على كل المستويات ما يتطلب” رامبو” في التخطيط والهندسات السياسية والشعبوية لمواجهة تململ شعبي عارم، فشعارات ” الاصلاح والتغيير” و “بي الكل” و ” ما خلّونا” لم تعد تقنع شعباً لاحقته الويلات والنكبات الاجتماعية والمالية والاقتصادية طيلة ستة اعوام، ولم تعد تنطل عليه الشعارات الزائفة وان كانت اوصلت كتلة سياسية بالرشاوى والنفوذ والترهيب والترغيب والوعود الفارغة.
غداً يوم آخر،
لن يبق فيه للتيار رئيس للجمهورية
ولا نفوذ وسلطات داخل الدوائر والوزارات والاجهزة والقضاء
ولن يتمكن من تسخير عدة الدولة وعديدها لمحاربة خصومه وكسر شوكتهم واجهاض الثورة،
انما سيعود التيار الى اقل حجم مما كان عليه قبل ولادته، اي عشية ٢٣ ايلول عام ١٩٨٨ ،يوم كان للعماد عون قائد الجيش أصدقاء،
فلننتظر ما يمكن ان يجترحه التيار من شعارات جديدة براقة في محاولته لاقناع انصاره بعد طي صفحة وفتح أخرى،
الثابت أن عون – وقد اتضح من خطابه أمس – سيكون خصماً للكل على وقع شعاره الجديد ” كلن يعني كلن ”
وسوف يشن” حرب تحرير” من الرابية ضد الفساد والهدر…..
وسيعارض العهد الجديد بكل ما أوتي من قوة…. كان من كان رئيس الجمهورية لانه سوف يكون من” هذا الكل “….
اوليست هذه شعارات الثورة نفسها التي أجهضها مستخدماً انصاره وعسكره ووزاراته ؟!
لكن الثابت ان حكم الله أقوى من اي امر آخر…
والثابت ايضاً أن مدير مشروع المعارضة الجديد هو النائب جبران باسيل،
لكن الأخير يجب أن يعلم ان نفوذه مقارنة بما كان عليه قبل ٣١ تشرين قد تقلص الى حده الأدنى…
فعمه لن يبقى رئيساً
وهو لم يبق له صاحب – على حد اعتراف عمه –
وشعاراته استهلكت بالكامل
والعدة التي كانت بيده من مال وسلطة ونفوذ انتفت
ولن يعود بوسعه اسقاط رئيس حكومة وتشكيل اخرى وفرض أكثر من ثلث معطل ومصادرة التمثيل المسيحي
هكذا سيتحول الى نائب رئيس كتلة باحجام الكتل النيابية الأخرى…
هكذا سيحصل افول شمس النفوذ العوني كالشهابية التي احتضرت على مر العهود
ولن يبق منها إلا الذكرى… والألقاب كنهج غابر في تاريخ لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى