أخبار محلية

هذه هي “نصائح” الحلفاء لجبران باسيل

يحاول رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ممارسة أقصى ما يمكنه من الضغوط بهدف تحسين شروطه قبل إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. يعتقد أنه إذا لم ينجح هذه المرّة، أقّله في التأثير على عملية التأليف حتى قبل التكليف، فإن فرصه ما بعد
1/11/2022 تصبح منعدمة إلاّ في حدود التوازنات الضيقة التي يمكن أن يؤّثر بها نسبيًا كونه رئيس كتلة نيابية كبيرة، بغض النظر عن تحالفاته المستقبلية، التي يعتقد كثيرون أنها لن تكون كما كانت طوال فترة العهد الحالي، وهو أمر طبيعي في الأمور السياسية حيث تدخل المصالح الخاصة عاملًا أساسيًا في رصف التحالفات الممكنة على وقع التطورات الإقليمية، التي ستكون حجر الزاوية في أي علاقة لبنانية – لبنانية.

وعلى رغم معرفته المسبقة بأن إمكاناته في موضوع الإستشارات النيابية الملزمة محدودة بعدما وصلته إشارات من أقرب حلفائه إلى أنهم لن يسايرونه هذه المرّة، لذلك يحاول باسيل أن يفرض شروطًا جديدة لكي يقبل السير بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي. وأهمّ هذه الشروط إثنان: الأول، القبول بإقالة حاكم مصرف لبنان وإستبداله بآخر يكون من “الطقم الباسيلي”، والثاني، القبول بمعمل سلعاتا.

حيال هذين الشرطين سمع نصائح من حلفائه بعدم إستعمال هذا الأسلوب مع الرئيس ميقاتي، خصوصًا أن الخيارات البديلة التي يحاول باسيل تسويقها إعلاميًا لا تحظى بموافقة الكثيرين، وبالأخص في الوسط السنّي المعني الأول وليس الوحيد بهذا الإستحقاق تمامًا كما كان الشيعة معنيّين أكثر من غيرهم بإستحقاق الرئاسة الثانية، على أن يبقى الإستحقاق الأهم المتمثّل بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفًا للرئيس عون من إهتمام الموارنة المنقسمين على أنفسهم أولًا، ومن إهتمام جميع اللبنانيين ثانيًا، وذلك نظرًا إلى موقع الرئاسة الأولى في الحياة الوطنية ودورها في التوحيد والإستشراف والتوجيه.

ولأن باسيل فقدَ الأمل في تحقيق حلمه القائم، حسب قوله، على إكمال ما بدأ به الرئيس الحالي من مشاريع وإصلاحات أعادت التوازنات الطبيعية إلى مختلف مكونات المجتمع، وبالأخص إلى المكّون المسيحي، من خلال قانون إنتخابي قائم على نسبية أعطت الحق للمسيحيين في إنتخاب نوابهم بأنفسهم بنسبة مرتفعة، فهو يحاول اليوم التعويض عمّا يعتبره حقًّا مكتسبًا له ولتياره السياسي من خلال فرض شروطه التحسينية في مجالي التكليف والتأليف.

الذين ينصحون باسيل هذه المرّة خلعوا القفازات في أحاديثهم معه وكانوا صريحين إلى أقصى حدود الصراحة، وقالوا له بما معناه: “خيّط بغير هالمسّلة”، وذلك في إشارة واضحة منهم إلى أنه ما كان مقبولًا به طوال ست سنوات إلاّ أربعة اشهر لم يعد مقبولًا به اليوم. فالزمن الأول تحّول.

فهل يدرك باسيل أن حدود تأثيره في مجريات الأمور قد أصبح محدودًا جدًّا، أقّله في موضوع التكليف، إذ من المبكر الحديث عن موضوع التأليف، الذي يبقى شأنًا محصورًا بالرئيس المكّلف وبرئيس الجمهورية فقط لا غير، من دون أن يعني ذلك عدم التشاور مع الجميع، ولكن من دون شروط مسبقة، لكي تأتي حكومة “الإستحقاقات الكبيرة” منسجمة مع نفسها أولًا، وعلى قدّ المسؤولية ثانيًا، لأنها قد تضطرّ لسدّ الفراغ الرئاسي، وهذا ما هو متوقع في حال لم تنضج التسويات الدولية والإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى