أبرز الأخبار

هل انسحب سليم كرم ترشّحاً أم اقتراعاً ؟

عزوف الوزير والنائب السابق سليم كرم، عن الترشّح بعد انتهاء فترة العزوف، زاد من ضبابية الصورة الإنتخابية في قضاء زغرتا ـ الزاوية، وطرح نفس السؤال عند المحلّلين في الأرقام واللوائح :

هل انسحب ترشّحاً أم اقتراعاً ؟

قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال، لا بد من التوقّف عند الكلام الواضح الذي يردّده النائب طوني فرنجية في زياراته الإنتخابية، إذ يقول “الزعيم سليم كرم من أكثر الأشخاص وضوحاً، فهو حين قاطع الإنتخابات قاطعها على رأس السطح، وحين خاضها فعل ذلك بنفس الطريقة “.

كلام فرنجية يعيد إلى الأذهان حركة “سليم بيك”، الذي، حين قاطع الإنتخابات النيابية الأولى بعد الطائف سنة 1992كانت في العلن مع المرحوم روبير سليمان فرنجية وبعض القيادات .

حين انضمّ إلى حلف التجدّد مع الوزيرة السابقة نائلة معوض، دعماً للائحة العميد أنطوان سعادة في الإنتخابات البلدية سنة 1998، ثم في الإنتخابات النيابية، كان ذلك في العلن وليس في الخفاء .

تحالفات الزعيم “الكَرَمي” مع زعيم “المردة” التي احترمت الودّية، وراعت الندّية تمتّنت في أصعب المراحل السياسية في الـ 2005بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وانقسام البلد بين الثامن والرابع عشر من آذار .

البداية كانت خسارة المقاعد النيابية وتعميق زعامتهما .

لم يكن همّ فرنجية و كرم، في ذاك الإستحقاق نمرة زرقاء، وهما المتأصّلان في الزعامة والنيابة والمواقع .

النائب السابق سليم كرم، عمّق صداقته العائلية مع رئيس تيّار “المردة” في تنسيق كبير بكل المفاصل والمفارق والإستحقاقات، وخاضا معاً انتخابات البلدية بنجاح في ولايات: جوزاف المعراوي وتوفيق معوّض وشهوان معوّض وسيزار باسيم وأنطونيو فرنجية، حيث كان موقع نائب الرئيس معقود اللواء لكرم، الذي أصرّ فرنجية على إشراك مؤسّسة يوسف بك كرم في لجنة المحمية التي تشكلها وزارة البيئة، بعدما كانت تغيب.

كذلك، أسرّ فرنجية بأن مديرة المحمية المحسوبة على كرم من الخطوط الحمراء.

بادل كرم الوفاء حليفه واقترع للورقة البيضاء في الإنتخابات الرئاسية، وفي فترة تحالفهما حصدا النجاح تلو النجاح في المواقف المتناغمة، وعلى ما تقوله “العرة” (لفيف عائلة كرم) كان وجههما خيراً على بعضهما.

في هذه الفترة استعاد كرم مقعد والده يوسف بيك كرم النيابي، في أطول ولاية نيابية بعد الطائف، ودخل السلطة التنفيذية لأول مرة وزيراً للدولة.

آل كرم لا يقيسون العلاقة السياسية بأنهم ربحوا الإستحقاقات مع فرنجية، ولم يحالفهم الحظ مع غيره من السياسيين، بل بمدى القواسم المشتركة بين الرجلين في الثبات والوفاء والصدق.

يتذكّرون الكثير من الأحداث والأحاديث عن تاريخ العائلتين الأصيل.

يتذكّرون ويستعيدون ما كان يقوله الرئيس الراحل سليمان فرنجية، عن شجاعة وبسالة سليم بيك كرم في حرب السنتين، دفاعاً عن كرامة المنطقة، وكاد يدفع حياته ثمناً لذلك.

لا تنسى العائلة الكَرَمية حين أطلق بعض الشباب الموتورين الرصاص على دارة يوسف بيك، وبقيت عمة الوزير كرم السيدة ماري إلى آخر أيامها تخبر عن زيارة “فخامته” لدارتها مردّداً: هذا البيت لا يُرشق حتى بالورد، فكيف بالحجارة والرصاص …”

لا يستطيع العاملون على إعادة ضخّ الحيوية من أنصار فرنجية المقرّبين من كرم أو الكَرَميين المقرّبين من فرنجية، تفسير العلاقة المحكومة بالوفاق.

هل هي شفاعة القديسة مورا، التي رمّم فرنجية كنيستها في بنشعي، والتي صلّى فيها بطل لبنان يوسف بك كرم بعد معركة بنشعي الظافرة ضد الأتراك، أم ظل تمثاله في ساحتها، والذي يرخي بظلاله على علاقة فرنجية وكرم؟

هل الإعتبارات العاطفية حيث يجاهر كرم حتى في غضبه “أعتبره مثل إبني”، كذلك يردّد فرنجية بأنه رغم كل الغيوم “سليم بيك مثل والدي”.

هل هي مجزرة إهدن التي سَقَت دماء عائلتي فرنجية وكرم أرض الوطن.

من المؤكد أنه يعزّ على كرم ليس خسارة مقعد نيابي، بل لأنه لن يصوّت في البرلمان لإبنه رئيساً للجمهورية في حال أتت الرياح كما تشتهي السفن.

يبقى تعليق أحد الظرفاء، بأن كرم في هذه الإنتخابات هو “نور العين” كما كان فرنجية بعين حليفه في الإنتخابات الرئاسية الماضية !

الإستحقاقات الكفيلة بإعادة جمع فرنجية وكرم كثيرة في المستقبل، وليست فقط في 15 أيار القريب.

“ليبانون ديبايت” – وليد الخوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى