أبرز الأخباربأقلامهم

هل تستعاد معادلة مورفي – الأسد بـ “هوكشتاين – بري” ويذهب لبنان إلى الفوضى؟!

 

كلادس صعب

يوم طرحت معادلة مورفي – الأسد، إما النائب مخايل الضاهر للرئاسة أو الفوضى في العام 1988، كان نظام حافظ الأسد الذي تحول جيشه إلى سلطة احتلال ووصاية بعد خروج “قوات الردع العربية” تسلم فيها معظم الأوراق، فكان الناخب الأول في الانتخابات الرئاسية ومن يحدد المحظيين للوصول الى قصر بعبدا.

في كتاب السفير الأميركي السابق لدى لبنان ديفيد هيل يروي المحطة الأكثر شهرة والتي شكلت منعطفا تاريخيا في الحياة السياسية اللبنانية والدور الأميركي آنذاك وعلى لسان هذا الدبلوماسي الذي روى في كتابه “الدبلوماسية الأميركية تجاه لبنان” (نشر على حلقات في إحدى الصحف العربية) علاقته في بلد الأرو منذ ما قبل توليه منصب سفير بلاده في لبنان.هيل ربطته بلبنان علاقة ارستها جدته بوصفها للعاصمة اللبنانية بيروت “كمدينة جميلة ورومانسية ” وطيبة اهلها.

يروي هيل في كتابه عن المرة الاولى التي تعرف فيها على لبنان حين زاره في سبتمبر/ايلول من العام 1988 بوظيفة مساعد الوزير لشؤون الموظفين، كان ديك(ريتشارد) مورفي مساعداَ لوزير الخارجية الاميركية جورج شولتز” في مهمّة إنقاذية ترمي إلى تسهيل عملية اختيار رئيس لبناني مقبول من الرئيس السوري حافظ الأسد والقيادات اللبنانية. وكان مفتاح الحلّ هو قبول المسيحيين الموارنة بمَن سيقع عليه الاختيار، من بينهم بموجب الميثاق الوطني غير المكتوب. كانت تلك الرّحلة الفصل الأخير من مسرحيةٍ دبلوماسية أميركية استمرّت لمدّة عام، تسابق الموعد النهائي لانتهاء ولاية الرّئيس آنذاك أمين الجميّل.
كان بارزا ما اورده هيل في كتابه عندما تحدث عن رغبة مورفي ان يحدد الاسد أسماء مرشّحَينِ أو ثلاثة وسطيين للرّئاسة، لإعطاء اللبنانيين المسيحيين الموارنة خياراً يحفظ لهم ماء الوجه من قائمة الأسماء التي اختارها الاخير.
انتظر مورفي اسبوعا كاملا في دمشق بانتظار الاسماء التي سيختارها الاسد، وعندما حان موعد اللقاء ابلغ باسم النائب مخايل الضاهر. ووفق هيل فان مورفي ادرك ان ما ينقله عن الاسد.
في اليوم التالي انتقل الى بيروت للاستفادة مما قدمه الاسد وابلاغه الى القيادات المارونية التي رفضت املاءات الاسد “لكن دون ان يكون لديهم بديل” . وقد وصف هيل المشهد بالقول “اختصرت الرسالة التي حملها مولرفي الى اللبنانيين بأنها “الضاهر او الفوضى”، يومها غادر الرئيس امين الجميل منصبه في الوقت المحدد، وسلم المفاتيح الى قائد الجيش اللبناني ميشال عون” (…) وسقط البلد بالفعل في حالة من الفوضى … واكتملت السيطرة السورية” .
يتكرر مشهد الوصاية على لبنان انما بلاعبين مختلفين لا تربطهم بلبنان اي حدود جغرافية ايران من جهة التي تجاهر بعلاقتها سلطتها على قرارات “حزب الله” وهو ما عبر عنه مؤخرا بشكل صريح وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الايراني قاليباف لناحية القرارات التي ترتبط بالقرار الدولي 1701 وشروط وقف اطلاق النار ، الامر الذي دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال الى الانتفاض على انتهاك سيادة لبنان السياسة بوصف التدخل الايراني بـ”السافر” .

لم يعد خفياً ان ايران تحاول ابعاد النيران عن اسوار طهران ، التي تهددها “اسرائيل” بالمعاقبة على هجومها الاخير على منشآتها الحيوية ، ولذا فهي تحاول رمي الاوراق التي تمكنها من تأخير الضربة الاسرائيلية على جغرافيتها. وما كشفه الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان ان بلاده تجري حواراً صعبا مع طهران كي تنخرط في عملية تؤدي الى وقف اطلاق النار في لبنان ، داعيا اياها لعدم تأجيج التصعيد الاقليمي، يؤكد على أن طهران ستستنفذ كل ما تمتلكه من نفوذ وملفات امسكتها منذ سنوات ان في العراق او سوريا ولبنان الذي يبدو انه يدفع الثمن الاكبر.

لبنان اليوم على مفترق طرق يشبه حقبة معادلة مورفي الاسد، الا ان المفارقة ان دمشق يومها كانت تعيش شهر عسل مع واشنطن.. اتفاق غير معلن ظهر لاحقا قوامه الاشتراك عسكريا في عاصفة الصحراء .. مشاركة بمثابة غطاء لواشنطن في حربها ضد صدام على أن يستولي حافظ على لبنان.
مصدر دبلوماسي لـ”صوت بيروت إنترناشونال” يأمل ان لا تتكرر تجربة مورفي مع الراعي الايراني ، وان يكون تحذير الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين في زيارته الاخيرة التي تحمل في طياتها الدفع باتجاه تسمية مرشحهم للرئاسة بشكل صريح، قبل ان تتسلل الفوضى الى الداخل اللبناني بعد وقف اطلاق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com