“كاريش” في مرمى الحزب.. هل تفسخ إسرائيل اتفاق الترسيم؟
كتبت ميريام بلعة في وكالة “ألمركزية”:
حصل ما كان متوقعاً.. فانتفى عنصر المفاجأة.
في ساعات الصباح أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي خبر “اعتراض طائرة مسيَّرة كانت في طريقها إلى منصّة الحفر في حقل “كاريش” للغاز”.. ردة فعل مرتقَبة لـ”حزب الله” بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وعدد من قيادييه.
حدثٌ لا يرجّح الخبراء أن يقف عند هذا الحدّ، بل قد يتعداه إلى استهداف حقول نفط أخرى في إسرائيل، على وقع تهديد الحزب لها بصفعة مُربِكة موجِعة… وليس استهداف حقول النفط وضرب الاقتصاد سوى الوجع الأضنى والأقسى.
…”منذ لحظة اغتيال نصرالله تعتبر القيادة الجديدة لـ”حزب الله” أن لا خطوط حمر بعد الآن”، الكلام للخبيرة في شؤون النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتايان، معتبرة أن “الحزب لم يعُد ملزَماً بأي اتفاق مع الجانب الإيراني في حال صحّ الشعور بوجود تلكؤ أو أي تخلٍّ إيراني عن الحزب، لذلك تنطلق القيادة الجديدة من وجوب الرّد على إسرائيل بضربة قوية مؤذية بهدف الانتقام منها لاغتيال نصرالله”.
وتؤكد في حديث لـ”المركزية”، أن “عنصر المفاجأة يغيب في محاولة استهداف حقل “كاريش”، وقد يكون هناك أكثر من محاولة لضربه، وقد يذهب الحزب أبعد من “كاريش” ليطال منصّة حقل غاز “ليفانتين” الإسرائيلي حيث الولايات المتحدة الأميركية شريكة فيه، وبذلك يكون الحزب يُصيب هدفين بضربة واحدة، المصالح الإسرائيلية والأميركية معاً”.
وتُشير هايتايان إلى أن “حقل “كاريش” من ضمن أهداف “حزب الله” التي تُلحق الأذى بإسرائيل من الناحية الاقتصادية ومن ضمنها الطاقة، ومن الناحية البيئية”. وتقول: كل إنتاج “كاريش” للغاز هو للداخل الإسرائيلي أي لتغذية التيار الكهربائي وبالتالي في حال أصاب الحزب حقل “كاريش” سيتوقف الإنتاج وتتعطّل الموارد الكهربائية عدا عن تأثّر المردود المادي للحكومة الإسرائيلية والشركة المشغّلة للحقل عل السواء”.
من هنا، ترى أن “لضرب المنصّة خسارة اقتصادية كبيرة لإسرائيل، بما يجفّل شركات النفط الأخرى ويدفعها إلى العدول عن أي نشاط بترولي في حقول النفط والغاز الإسرائيلية من جهة، أو تعمد تلك الشركات إلى رفع كلفة إشغالها هذه الحقول مع زيادة كلفة التأمين على المخاطر…إلخ”.
وتتابع: لا يمكن إغفال الأثر البيئي الخطير الذي قد ينتج عن تفجير حقل “كاريش” كونه يحتوي على الغاز الذي في حال اشتعل ستصل سمومه إلى لبنان أيضاً لاقترابه جغرافياً من موقع المنصّة.
إلغاء اتفاق الترسيم!
…”أمر يستدعي التنبّه والمتابعة” تعلّق هايتايان على الحديث عن توجّه إسرائيل إلى إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وتقول: هذا الكلام يُعطي شرعية أكبر لـ”حزب الله” بضرب حقول النفط الإسرائيلية، والذي سينطلق من اعتبار المنصّة تقع في منطقة متنازَع عليها وبالتالي من حق المقاومة استردادها، وتبدأ الاستهدافات المباشرة لحقل النفط بحجّة استعادة حقوق لبنان.
وتوضح في السياق، أنه “لا يوجد اتفاق غاز بين لبنان وإسرائيل بل اتفاق ترسيم الحدود، تدخل ضمن مندرجاته مواد تحدّد كيفية تعاطي مجموعة “توتال إنرجي” مع إسرائيل في حال وُجدت مكامن مشتركة مع لبنان. وبالتالي الاتفاق هو بين “توتال” وإسرائيل ولا دخل للبنان فيه”.
أما في حال ألغت إسرائيل الاتفاق “فستكون الخاسر الأكبر في قرارها هذا، كونها ستعرِّض شركة “توتال إنرجي” لخطر نيران صواريخ “حزب الله” من جهة، وستخسر، أي إسرائيل، مردود حقل “كاريش” بكامله بما يجرّه من تداعيات اقتصادية وبيئية كبيرة” تختم هايتايان.