إسرائيل تنفذ عملية سرية ضد حzب الله… ماذا جرى ؟
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن العملية الخاصة الأخيرة التي نفذتها إسرائيل في منطقة مصياف بوسط سوريا كانت بمثابة “الطلقة الأولى” لحملتها الجديدة ضد حزب الله، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.
العملية جرت في 8 أيلول 2024، واستغرقت حوالي 15 دقيقة، مستهدفة مركز البحوث العلمية السري التابع للنظام السوري في مصياف بمحافظة حماة. العملية كانت مختلفة عن غيرها، إذ تم تنفيذها بواسطة 100 عنصر من القوات الخاصة الإسرائيلية.
وبدأت العملية بإنزال ليلي من طائرات هليكوبتر في المركز السري الذي يقع على عمق أكثر من 200 قدم تحت الأرض. قبل عملية الإنزال، نفذت إسرائيل سلسلة غارات جوية قطعت الطرق المؤدية إلى المنشأة السرية.
ووفقًا للصحيفة، بعد مقتل الحراس الذين كانوا على مداخل ومخارج المنشأة، تمكنت القوات الخاصة الإسرائيلية من النزول من طائرات الهليكوبتر وتوزيع نفسها إلى فرق، حيث تولت كل فرقة تدمير جزء من المنشأة باستخدام المتفجرات.
العملية تأتي بعد سنوات من محاولات إسرائيل تدمير المنشأة وكل ما يرتبط بها. في عام 2018، قُتل عزيز أسبر، أحد أبرز علماء الصواريخ في سوريا، في مصياف جراء تفجير سيارة مفخخة، يُعتقد أن الموساد الإسرائيلي كان وراءه.
وبحسب “نيويورك تايمز”، كان لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات دقيقة عن موقع نقاط الحراسة وتخطيط المنشأة، مما ساعد القوات الخاصة على تنفيذ العملية بدقة.
تقع المنشأة على بعد حوالي 30 ميلاً من الحدود اللبنانية، وكان حزب الله، بحسب المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، يستخدمها لصنع الأسلحة والصواريخ بدلاً من إيران، وذلك لقربها من لبنان. وخلال السنوات الماضية، سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على أن إيران تعمل داخل هذه المنشأة لتطوير أسلحة متقدمة لصالح حزب الله.
في عام 2022، أكدت إسرائيل رسميًا على لسان وزير الدفاع آنذاك بيني غانتس، أن مركز البحوث العلمية في مصياف يستخدم لإنتاج صواريخ متطورة، مشيرًا إلى أن إيران كانت تستخدم أكثر من 10 منشآت عسكرية في سوريا لإنتاج الأسلحة لصالح وكلائها في المنطقة، بما في ذلك حزب الله. هذه الرواية تم تأكيدها من قبل إسرائيل رسميًا في أعقاب الضربة التي استهدفت مصياف في 8 أيلول.
العملية ضد مصياف تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة، في محاولة لمنع تصنيع ونقل الأسلحة المتطورة التي تشكل تهديدًا لإسرائيل. على الرغم من نفي إيران المتكرر لمزاعم إسرائيل حول تصنيع الأسلحة في سوريا، تعتبر إسرائيل أن هذه المنشآت تمثل “جبهة إيرانية أخرى” قريبة من حدودها.