بري يُسارع لالتقاط الفرصة: الى رئيس توافقي دُر
إنه أسبوع التحولات الكبرى على المستوى الداخلي والاقليمي غداة اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وترقب تعيين الرجل الذي سيتولى مهام نصرالله الرجل الذي بات اسمه على لسان الاطراف والقوى السياسية على مختلف انتماءاتها.
هي أكبر إنتكاسة مُني بها الثنائي الشيعي في لبنان منذ انخراطه بالعمل السياسي وتمكنه من فرض قراره في دولة الطائف، وتدرجه في المسؤوليات والصلاحيات الى أن وصل الى الذروة حين أعلن انتصاره على اسرائيل في العام 2006 وترجم بعدها هذا الانتصار داخليا فكانت أحداث السابع من أيار وبعدها فرض تسوية اتفاق الدوحة ودخوله مباشرة على خط تأليف حكومات الوحدة الوطنية التي كانت غطاء لنصاب تعطيل الجلسات وفرط عقد التسويات مع الطرف السني وتحديدا تيار المستقبل.
في ذروة الانتصار رفض الثنائي الواقعية السياسية والتوازنات التي تفرض نفسها على لبنان، وذهب بعيدا في سياسة انتقاء القوانين التي تُراعي خطه الاقليمي ففرض التسويات الرئاسية وفق مقياس محوره ولم يكترث للأصوات المنادية الى التوازن السياسي القائم والداعية الى الاتعاظ من تجارب من سبقه على درب السياسة اللبنانية في الداخل. وفي ذروة الانتصارات أيضا على “الارهاب التكفيري” في سورية كانت الاستدارة نحو لبنان مكلفة على الدولة حيث تقلصت صلاحياتها وعاد الثنائي الى فرض تسويته الرئاسية. ورغم كل ما جرى بعد العام 2019 أعلن الثنائي عن مرشحه الرئاسي وعطَّل الجلسات الانتخابية مشترطا عقد جلسات تشاورية ولقاءت حوارية بين الكتل كمقدمة لأي جلسة انتخاب قد يدعو اليها الرئيس نبيه بري.
سعى الثنائي الى شراء الوقت، ومن موقع القوة شدد على ضرورة اعتماد هذه اللعبة منتظرا نتائج معركة الاسناد على الجبهة الجنوبية التي كان يعتقد أنها ستكون لصالحه. ولكن ما جرى الاسبوع الماضي قلب الموازين بل كان بمثابة انقلاب على موازين القوة الداخلية وفرض معادلات جديدة ستظهر تباعا على الساحة الداخلية وسيكون لها ارتدادات كبيرة خصوصا لدى جمهور الثنائي.
كبيرة هي الفاجعة التي ألمّت بحزب الله مع اغتيال أمينه العام وكبار القادة العسكريين الذين يديرون المعركة، وكبيرة أيضا النتائج التي ستنزل كالصاعقة على الجمهور الرافض لأي خبر عن بدء العد العكسي لنهاية المشروع العسكري للحزب وانتقاله الى العمل السياسي وفق الشروط التي سترتبها التسويات الكبيرة في المنطقة والتي سيدخل على خطها الطرف الايراني.
وعلى الخط الرئاسي تشير المعلومات الى أن الرئيس نبيه بري قد يعين جلسة قريبة لانتخاب رئيس للجمهورية على ان يتم التوافق عليه بين الكتل من دون اي لقاء أو جلسة مشاورات، وبالتالي سيُسقط بري ورقة سليمان فرنجية وسيذهب باتجاه تقليل حجم الخسائر من خلال الاسراع بانتخاب رئيس يدير الازمة اليوم أفضل من التأخير الذي قد ينتج رئيسا من الطرف المعارض للحزب وبقرار دولي كبير.