“حرب شاملة”… إسرائيل تستعد للاجتياح البري!
مع رفض إسرائيل لمقترح الهدنة مع حزب الله، وتلويحها بهجوم بري داخل الأراضي اللبنانية، تتزايد المخاوف من “حرب شاملة” تجر المنطقة إلى صراع إقليمي مدمر.
ويواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية مكثفة في لبنان، يرد عليها حزب الله بإطلاق صواريخ نحو شمال إسرائيل.
في ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية”.
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الخميس، إن الأخير “لم يرد حتى” على “المقترح الأميركي الفرنسي”، مؤكدا أنه أمر الجيش “بمواصلة الضرب بكل قوة”.
وأعلنت إسرائيل التي تخوض حربا مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف أيلول أنها تنقل “مركز ثقل” عملياتها شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يهاجمها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة.
ويقول الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، مائير كوهين كوهين، إن “الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله تصعيدية بإيقاع ضربات، وفي كل مرحلة يتم استخلاص العبر للمرحلة الأخرى، والمرحلة التي تتعلق بالاجتياح البري، ستكون لحسم المعركة”.
وأضاف، “إسرائيل تتهيأ وتستعد للاجتياح البري، وهناك تدريبات كشف عنها الجيش الإسرائيلي”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”.
كذلك، رفض وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلا إن الهدف يظل “سحق” حزب الله.
وهدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير المنتمي الى اليمين المتطرف، بمقاطعة أعمال الحكومة الإسرائيلية في حال إبرام اتفاق على وقف لإطلاق النار مع حزب الله.
الكاتب والباحث في الشؤون الاستراتيجية، علي حمية، أكد في حديث لقناة “الحرة”، إن ما يحدث الآن بين إسرائيل وحزب الله “بداية لمواجهة شاملة”، وأن “أي دخول بري إسرائيلي إلى لبنان، قد يضع هذه المواجهة في مستوياتها القصوى”.
وقال حمية، إن “احتمالية توسع دائرة الحرب أصبحت على الطاولة، بعد قيام إسرائيل بغارات واسعة في جنوب لبنان، وهو ما دفع إلى حالة واسعة من النزوح من تلك المناطق، ناهيك عن “الاغتيالات” التي تم تنفيذها خلال الأيام الماضية”.
وأوضح أن “حزب الله أيضا قادر على توسيع الحرب، إذ يمكنه القيام بضربات أكبر ودقيقة في الداخل الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه حتى الآن الحزب “لم يقم باستهداف المدنيين وضرب البنية التحتية وهو قادر على ذلك”.
وحذر حمية أن “الدخول البري إلى لبنان ستكون عواقبه وخيمة، وإذا دخل الجيش الإسرائيلي لقرية لبنانية ستدخل عناصر حزب الله إلى مستوطنة إسرائيلية”.
كذلك، حذر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن الخميس، من أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمرة لإسرائيل ولبنان على السواء، مشيرا الى أن وقف إطلاق النار بينهما “قد يمكن الافادة منه لإنجاز وتطبيق اتفاق لضمان وقف إطلاق النار في غزة”.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها ستحصل على حزمة مساعدات أميركية بقيمة 8.7 مليارات دولار لدعم البلاد في عملياتها العسكرية الحالية، تشمل تحديث أنظمة الدفاع الجوي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب في مناطق لبنانية متفرقة، شملت بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية.
كذلك، أعلن شن “ضربات دقيقة” على ضاحية بيروت الجنوبية ومقتل قائد وحدة المسيرات في حزب الله محمد سرور الملقب “أبو صالح”. وأكد مصدر مقرب من الحزب استهداف القيادي.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن الغارة خلفت قتيلين و15 جريحا.
وهذا الهجوم الإسرائيلي الرابع من نوعه خلال أسبوع على هذه المنطقة التي تعد معقلا للحزب المدعوم من إيران.
وأفادت الوزارة الخميس بمقتل عشرين شخصا بينهم 19 سوريا جراء غارة طالت ليلا بلدة يونين الواقعة في محافظة البقاع الحدودية مع سوريا.
وتعرضت هذه المنطقة لضربات جوية مكثفة ليل الأربعاء الخميس.
وفي بيانات متلاحقة، أعلن حزب الله الخميس شن ثماني هجمات بالصواريخ والمسيرات على مواقع في شمال إسرائيل بينها مدينة صفد ومجمعات للصناعات العسكرية قرب مدينة حيفا.
إلى جانب الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه، استهدفت مسيرات إسرائيلية أشخاصا في مناطق مختلفة داخل سياراتهم أو على دراجاتهم.
ومنذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 قتيل في لبنان بينهم الكثير من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص في لبنان بحسب الأمم المتحدة، توجهوا خصوصا إلى بيروت ومناطق في شمال البلاد، وسوريا.
وقال مصدران أمنيان سوريان لوكالة فرانس برس الخميس إن أكثر من 31 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع.