أبرز الأخبار

1500 عنصر خرجوا عن الخدمة.. كيف يعمل «الحزب» بعد الضربات الكبيرة في هرم القيادة؟

كشف تقرير صحفي معلومات جديدة عن نتائج ضربة أجهزة الإتصالات التي تلقاها حزب الله الأسبوع الفائت، بينما أفشى مسؤولون رفيعون بعضًا من أسرار صموده وإطلاقه الصواريخ، حتى البالستية منها، نحو الأراضي المحتلة حتى اللحظة. فماذا حلّ بهرم القيادة في الحزب وكيف تعمل عناصره حاليا؟

وفي التفاصيل، نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر مطلعة على عمليات حزب الله إن هرم القيادة المرن للحزب، إلى جانب شبكة الأنفاق الواسعة والترسانة الضخمة من الصواريخ والأسلحة التي عززها على مدى العام الماضي، تساعده على الصمود في وجه الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة.

ويوم الجمعة، قتلت إسرائيل القائد الذي أسس وقاد قوة الرضوان النخبة في الحزب، إبراهيم عقيل. ومنذ يوم الاثنين، وهو اليوم الأكثر دموية في لبنان من حيث العنف منذ عقود، تقول وزارة الصحة إن أكثر من 560 شخصًا، من بينهم 50 طفلاً، استشهدوا في الغارات الجوية.

لكن مصدرين مطلعين على عمليات حزب الله قالا إن الجماعة سارعت إلى تعيين بدلاء لعقيل وغيره من كبار الشخصيات الذين قتلوا في الغارة الجوية التي وقعت يوم الجمعة في منطقة القائم – الجاموس بالضاحية الجنوبية.

1500 مقاتل خرجوا من المعركة

من جهة أخرى، قال مسؤول في حزب الله للوكالة عينها إن الهجوم على أجهزة الاتصالات أدى إلى خروج 1500 مقاتل عن الخدمة بسبب إصاباتهم، حيث أصيب العديد منهم بالعمى أو بُترت أيديهم.

وفي حين أن هذه ضربة كبيرة، إلا أنها تمثل جزءًا ضئيلًا من قوة حزب الله، والتي ذكر تقرير للكونغرس الأمريكي يوم الجمعة أنها تتراوح بين 40 ألفًا و50 ألف مقاتل. أما أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله يقول إنه لديه 100 ألف مقاتل.

ومنذ تشرين الأول، عندما بدأ حزب الله معركة إسناد غزة، أعاد نشر مقاتليه في مناطق المواجهة في الجنوب، بما في ذلك البعض من سوريا، حسبما ذكرت المصادر الثلاثة.

وأضافت المصادر أن حزب الله يعمل أيضا على نقل الصواريخ من سوريا إلى لبنان بوتيرة سريعة، تحسبا لصراع طويل الأمد، مضيفة إنه يسعى إلى تجنب الحرب الشاملة في الوقت عينه.

هجوم بيجر حزب الله اسرائيل فقدان العيون

صواريخ قوية

مع قتل القائد الكبير ابراهيم قبيسي في قصف على الغبيري الثلاثاء، قال حزب الله اليوم إنه استهدف قاعدة استخبارات إسرائيلية بالقرب من تل أبيب، على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب عندما اعترضت أنظمة الدفاع الجوي صاروخ أرض-أرض واحدًا.

وأعلن حزب الله انه استهدف مقر الموساد بصاروخ «قادر 1». ولم يقل بعد ما إذا كان قد أطلق أيًا من أقوى صواريخه الموجهة بدقة، مثل فاتح 110، وهو صاروخ باليستي إيراني الصنع بمدى يتراوح بين 250 و300 كيلومتر (341.75 ميلاً).

وفقًا لورقة بحثية نشرتها عام 2018 مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن صاروخ فاتح 110 التابع لحزب الله لديه رأس حربي يزن 450-500 كجم.

كيف يستطيع الحزب إطلاق الصواريخ بعد كل هذه الضربات؟

قال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير، إن هجمات حزب الله الصاروخية ممكنة لأن هرم القيادة فيه ظلت يعمل على الرغم من أن المجموعة عانت من فترة وجيزة من الفوضى بعد تفجير أجهزة النداء وأجهزة الراديو اللاسلكي.

وأضاف المصدر الكبير أنه إذا انكسرت سلسلة القيادة، يتم تدريب المقاتلين في الخطوط الأمامية على العمل في مجموعات صغيرة مستقلة تتألف من بضع قرى بالقرب من الحدود، وقادرة على محاربة القوات الإسرائيلية لفترات طويلة.

وهذا هو بالضبط ما حدث في عام 2006، خلال الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، عندما صمد مقاتلو الحزب لأسابيع، بعضهم في القرى الواقعة على الخطوط الأمامية والتي غزتها إسرائيل.

وقالت المصادر الثلاثة إن قدرة حزب الله على التواصل مدعومة بشبكة هاتفية ثابتة مخصصة – والتي وصفها الحزب بأنها بالغة الأهمية لاتصالاته وتستمر في العمل – فضلاً عن أجهزة أخرى.

وكان العديد من مقاتليه يحملون نماذج قديمة من أجهزة النداء، على سبيل المثال، والتي لم تتأثر بهجوم الأسبوع الماضي.

ترسانة تحت الأرض

فيما قال مصدران إنه مؤشر على مدى جودة إخفاء بعض أسلحة حزب الله، أطلقت صواريخ يوم الأحد من مناطق في جنوب لبنان استهدفتها إسرائيل قبل فترة وجيزة، حسبما قال المصدران.

ويعتقد أن حزب الله لديه ترسانة تحت الأرض ونشر الشهر الماضي لقطات لمنشأة باسم «عماد 4» بدا أنها تظهر مقاتليه يقودون شاحنات مزودة بقاذفات صواريخ عبر أنفاق. ولم يحدد المصدران ما إذا كانت الصواريخ التي أطلقت يوم الأحد أطلقت من تحت الأرض.

وقال بواز شابيرا الباحث في ألما، وهي مؤسسة بحثية إسرائيلية متخصصة في حزب الله، إن إسرائيل لم تستهدف بعد مواقع استراتيجية مثل الصواريخ بعيدة المدى ومواقع الطائرات بدون طيار. وقال شابيرا: «لا أعتقد أننا اقتربنا من إنهاء هذا الأمر».

ويعتقد أن ترسانة حزب الله تضم نحو 150 ألف صاروخ، بحسب تقرير الكونجرس الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى