دور إيراني مشبوه: أمر عمليات غريب لـ«الحزب».. تصريحات صادمة وطريقة نجاة «بوليسية» لنائب قآني في بيروت
موقع جنوبية
كثرت التساؤلات في الآونة الأخيرة عن دور إيران في المواجهة المستعرة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي. فجاء الجواب في معلومات وتصريحات غريبة، عما تقوم به طهران خلف الكواليس، أو ما تصرح به علنا أمام وسائل الإعلام.
بين تصريحات رئيس إيران مسعود بزشكيان ومستشاره وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، وبين النفي والتأكيد ضاعت البوصلة الإيرانية.
أكثر من ذلك، وردت معلومات صادمة عن أمر عمليات صدر لحزب الله، وأخرى عن الطريقة الغريبة الذي نجا به مسؤول إيراني في بيروت كان ينوي حضور اجتماع المجلس الجهادي، أو قيادة أركان قوات الرضوان، التي قتل الإحتلال الإسرائيلي أغلبية أعضائها.
أمر عمليات غريب لحزب الله
مساء الثلاثاء، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي نقلا عن مصادر أن «حزب الله حث إيران في الأيام الأخيرة على شن هجوم على إسرائيل لكن طهران مترددة». وأبدت إيران تحفظا بشأن الانضمام للقتال ضد إسرائيل، بحسب الموقع عينه.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن مسؤولين إيرانيين أبلغوا نظراءهم في حزب الله أن «التوقيت ليس مناسبا» لشن هجوم على إسرائيل لأن الرئيس الإيراني بزشكيان موجود حاليا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكثر من ذلك، كشف موقع «إيلاف» نقلا عن مسؤول كبير إنه في عزّ المجازر الإسرائيلية المتنقلة يوم الإثنين حاولت «إيران لجم التصعيد في لبنان، وأمرت القيادات الميدانية لحزب الله بعدم استخدام الصواريخ الدقيقة والثقيلة، لتقييمها أن إسرائيل لن تضربها في هذه المرحلة».
وتعتبر إيران بحسب الموقع «أن وقف التصعيد سيحافظ على تلك الأسلحة كتهديد لإسرائيل في حال قررت أو جهزت لضرب المنشآت النووية الإيرانية».
وتشير معلومات «إيلاف» إلى أن «وفدًا إيرانيًا التقى بشكل عاجل في بداية التصعيد الأخير مع وفد أميركي في أوروبا، حيث بحثا سبل لجم إسرائيل من جهة، وحمل حزب الله على وقف ما يُسمّى إسناد غزة».
تصريحات بيزشكيان والضجة حولها
هذه المعلومات أعلاه، لم تأتِ وحيدةً، بل رافقها تصريحات إيرانية علنية، تتبرأ من الحرب بعد أشهر من التهديدات العلنية بإزالة إسرائيل، وتشكك حتى في قدرة حزب الله على مواجهة العدو.
وقال بزشكيان في حديث لقناة «سي.إن.إن» من نيويورك ردا على سؤال «حزب الله وحده لا يستطيع أن يقف في وجه دولة مسلحة تسليحا جيدا جدا ولديها قدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر».
وسأل «ماذا يمكن أن يفعل حزب الله منفردا»، داعيا الدول الإسلامية إلى الاجتماع واتخاذ موقف. »
قبل هذا الموقف أثار بزشكيان الجدل الاثنين، بقوله «إن إيران مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل طالما أنها ترى نفس المستوى من الالتزام من الجانب الآخر».
واضطر وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي لنفي هذه التصريحات لرئيس بلاده، وقال إنه «لم يدل بمثل هذا التصريح قط».
لكن الترجمة لكلمة بزشكيان أمام حشد من وسائل الإعلام في نيويورك، ونقلتها وكالة «مهر» الإيرانية نفسها تؤكد قوله: «نحن مستعدون لخفض التوتر والتصعيد مع إسرائيل، وإيران مستعدة لخفض التوترات مع إسرائيل طالما أنها ترى نفس المستوى من الالتزام من الجانب الآخر».
من جهته، قال ظريف لقناة «إن.بي.سي» إن حكومته مستعدة للعمل مع دول أخرى لإنهاء الصراع في غزة. وأضاف «نريد أن نتحرك نحو عالم أكثر سلاما واستقرارا لمواطنينا ولمواطني العالم. نحن لا نسعى إلى الحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا».
نجاة نائب قآني من هجوم الضاحية.. بسبب زحمة السير؟
لم تتوقف خطوات إيران المشبوهة عند التصريحات والمعلومات فقط بل تعدتها إلى حدث جرى في بيروت الخميس الفائت، عندما تم اغتيال قائد قوات «الرضوان» ابراهيم عقيل وكوادر الفرقة في غارة على منطقة القائم – الجاموس في الضاحية الجنوبية.
حينها، سارعت وكالات إيرانية بينها وكالة «تسنيم» لتنفي خبر وجود محمد رضا فلاح زادة، نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، في هذا الاجتماع.
لكن معلومات «الجريدة» الكويتية كشفت نقلا عن مسؤول في الحرس أن «زادة نجا بأعجوبة من الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية».
وأضاف المصدر أن «فلاح زادة توجه بالفعل للمشاركة في الاجتماع برفقة عدد من قادة «الحرس»، لكنهم تأخروا بسبب زحمة السير وقد وقع الهجوم الإسرائيلي قبل دقائق قليلة من دخولهم المبنى»، مشيراً إلى أن زادة واثنين من مرافقيه أصيبوا بالفعل بجروح طفيفة بسبب قربهم من الموقع.
وتذكّر هذه الواقعة، بواقعة أخرى حصلت، عند خروج قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، قبل دقائق من سقوط غارة إسرائيلية على اجتماع لكبار قادة حزب الله قرب مطار دمشق الدولي، وقتل حينها القائد العسكري الكبير في حزب الله مصطفى بدر الدين، المتهم من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري