أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ٢٤/٠٩/٢٠٢٤

في خضمّ التوتر الحربيّ الأكثر اشتعالاً بين الجيش الاسرائيلي و”حزب الله”، حضّت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان رعاياها الموجودين على الأراضي اللبنانية على المغادرة وذلك من خلال بيان إضافيّ صدر نظراً إلى الطبيعة غير المتوقعة للنزاع المستمر بين “حزب الله” وإسرائيل والتفجيرات الحربية الأخيرة في أنحاء لبنان بما في ذلك بيروت. واستناداً إلى معطيات حصلت عليها “النهار”، إنّ إصدار البيان جاء بهدف الحضّ الذي يأتي ضمن الاهتمام نفسه الذي عادةً ما تتّخذه السفارات في أيّ بلدٍ تحضر فيه كالمسألة الأهم حرصاً على رعاياها. ولقد نصحت سفارة الولايات المتحدة المواطنين الذين يملكون جواز سفر أميركي أن يتركوا لبنان، ما يشكّل تدبيراً هو أقلّ ما في الإمكان القيام به بهدف تحفيز المواطنين الأميركيين على العودة إلى الولايات المتحدة بالأساليب المتاحة تلقائياُ. في المعطيات أيضاً، إنّ المواطنين اللبنانيين الأميركيين يشكّلون غالبية الذين لم يتخذوا قرار المغادرة حتى اللحظة، رغم أنهم يعملون على إعداد تأشيرات وترتيب أوراقهم تحسّباً لأي تطوّر حربيّ أكثر نشوباً. توازياً، إن سفارة الولايات المتحدة لا تتوانى عن إعادة تذكير كلّ الذين لم يقرّروا السفر من الأراضي اللبنانية أن هذا الخيار لا يزال ممكناً أمامهم بالأساليب المتعارف عليها طالما أن الرحلات الجوية متاحة وسط قلقٍ من تفاقمٍ أكثر احتداماً للمناوشات النارية في لبنان. وبذلك، فإنّ سفارة الولايات المتحدة أصدرت البيان لسببٍ أمنيّ.

ويتبلور تحفيز الرعايا الأميركيين على أن يستقلّوا طائرة رحلة الإياب نحو الولايات المتحدة، بعدما كان مقياس الحذر أنذر بحرارة حربية أكثر اشتعالاً. لا ينخفض التوجّس حتى في مرحلة ما بعد زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين المنصرمة إلى إسرائيل، والتي كانت شكّلت بمثابة محاولة إضافية لمنع حدوث احتدام كبير على الجبهة القتالية مع لبنان، فيما أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للمبعوث الأميركي أنّ العمل العسكريّ هو السبيل لإعادة سكان الشمال الإسرائيلي. لم توحِ ما استقرّت عليه جولة هوكشتاين الديبلوماسية في إسرائيل بإمكان اتخاذ تل أبيب قرار المهادنة حالياً، في خضمّ تسارع وتيرة القنابل المتساقطة على الأراضي اللبنانية، وهذا ما كان واضحاً أيضاً في ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لهوكشتاين، حيال أنّ تل ابيب ستقوم بما يلزم لإعادة السكان شمالاً والذين لا إمكان لإرجاعهم من دون تغيير جذريّ في الوضع الأمني. ورغم أن كلّ مساعي واشنطن الهادفة للفصل بين الحرب على قطاع غزّة والصراع الناشب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لكنّ الوتيرة الإسرائيلية النارية على الحدود مع لبنان لا تزال ناشبة بقوة.

وفيما إنّ مهمّة هوكشتاين الواضحة تقوم على محاولة فصل الاحتدام القتاليّ على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن المتغيرات الحربية في قطاع غزة، فإنّ اقتراحاً من هذا النوع رفضه الأمين العام لـ”حزب الله حسن نصرالله بحسب ما صدر عنه في هذه المرحلة، كما أنّ ضربات تل أبيب لا توحي بالاتجاه نحو الفصل حالياً بين المسار الحربيّ في قطاع غزّة والمعارك جنوب لبنان إن لم تنفّذ شروطها شمولاً بشكل أساسيّ في المنطقة الخالية من السلاح جنوبي الليطاني ما يمكن أن يجعلها أكثر مرونة حيال خفض الاشتعال على جبهة لبنان إن استطاعت التوصّل لحلّ جذريّ لإرجاع مستوطني الشمال. لكن كلّ احتمالات الاحتدام الإضافي تبقى ممكنة حالياً من دون إلغاء احتمال التوغل البريّ المحدود للقوّات الإسرائيلية بعد تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لاستراتيجية الأرض المحروقة في القرى المتاخمة للحدود، وهذا ما كان بحثه الإسرائيليون في مرحلة سابقة مع مسؤولين أميركيين، كاحتمال ممكن في حال فشلت كلّ الحلول السياسية على أن تتبعه مفاوضات في المنطقة بحثاً عن التزام بتطبيق مندرجات القرار الدولي 1701.

في غضون ذلك، ثمة من يقول على مستوى بحثيّ متابع للتطورات الحريية في قطاع غزّة ولبنان من الولايات المتحدة، إنّ واشنطن تحاول خفض الاشتعال الحربيّ وتنصح إسرائيل بذلك من دون أن تفرض عليها ما تقرّره. وكذلك، لا ترجيح في أروقة أميركية بحثية متابعة في أن تكون هناك صلاحية لدى “حزب الله” للتصرّف الحربيّ أو اتخاذ قرار فصل المناوشات جنوباً عن حرب غزة من دون الحصول على موافقة إيرانية ومن دون مشاورة الحرس الثوري الإيراني، مع ملاحظة أن إبقاء “حزب الله” على مستوى محصور من الهجوم الحربيّ مع تحييده للبنى التحتية والمنشآت الحيوية في الداخل الإسرائيلي رغم الضربات الإسرائيلية التي تلحق به الأضرار الكثيرة، يأتي في مرحلة من التعويل الإيراني على مفاوضات لاحقة مع الولايات المتحدة، مع هدف يسعى خلاله أن تحجز طهران مقعداً وازناً لها على طاولة الشرق الأوسط. يبقى خفض الاحتدام الهدف الأساسي للولايات المتحدة الأميركية أو على الأقل منع اشتعال حرب أكثر توسعاً والإبقاء تالياً على “الستاتيكو” الحالي حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما يمكن ضخّ ضغوط دولية أكبر للوصول إلى حلّ بعد مرحلة الانتخابات تحديداً. لكن في خضمّ الوضع الحاليّ، يتأكد أن زيارة آموس هوكشتاين الماضية إلى منطقة الشرق الأوسط لم تستقرّ على حلول، ما يجعل الاحتدام من غزة وصولاً إلى لبنان على حاله في هذه المرحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com