ماذا يحدث بين الشيعة والدروز يومياً… هل ينفجر الصراع بين الجانبين؟ وهذا عدد المسلّحين بطائفة الموحّدين…
صحيفة السياسة
على وقع جنون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتحلّي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالصبر على هذا الجنون ينقسم الشارع اللبناني بين مؤيد للحزب وبين معارض له مع أرجحية واضحة للمعارضين. لكنّ هذا الشارع المنقسم، يفرض ضغوطاً على السلطات الأمنية والسياسية، حيث بات كثيرون يتخوفّون من إشكالات داخلية قد تتطور إلى ما إلا تُحمد عُقباه. وفي هذا الاطار كان من المقرر عقد إجتماع في منطقة الشويفات الأحد الفائت، وقد علم موقع “السياسة” أنّ الإجتماع تم إلغاؤه مؤقتاً لان المدينة على برميل بارود وكل يوم هناك صدامات وخلافات تجري لملمتها ومحاولة عدم تظهيرها إلى العلن. وقد زاد الطين بلة البيانات التي وزعت أكثر من مرة في المدينة ضد حزب الله وضد رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط وضد رئيس الحزب الديمقراطي طلال إرسلان والتي يبدو أن وراءها مجموعات من رجال الدين الذين يمسكون في الأرض.
الاجتماع المؤجل، أتى نتيجة إقتراح جنبلاط على إرسلان أن يتم عقد لقاء بين الحزب الإشتراكي والحزب الديمقراطي المتواجدَين في المدينة فوق خط صيدا القديمة وأن يحضره حزب الله وحركة أمل المتواجدَين تحت خط صيدا القديمة والذي أصبح بمثابة خط تماس. واقترح جنبلاط أن يحضر الاجتماع ممثلين عن الأجهزة الأمنية لإلزامهم باتخاذ إجراءات تمنع تعديات جماعة الدرجات النارية الشبه يومية والتي قد تتسبب بإنفجار درزي- شيعي. فالسلاح منتشر بين مجموعات درزية كبيرة لا يمون عليها جنبلاط أو إرسلان ولا رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ولا الحزب السوري القومي الإجتماعي. والشيعة طبعا لديهم السلاح وقد يكون قسم منهم غير منضبط. لذا طرح جنبلاط أن يتخذ هذا الاجتماع إجراءات أمنية تمنع الإحتكاك الفردي الذي قد يتحول في لحظة إلى اشتباكات مسلحة .
قد اتت الاحداث الأخيرة لتؤجل الاجتماع وهي بمثابة مخرج لجنبلاط ولإرسلان لأن الأرض قد لا تتجاوب مع مثل هذه اللقاءات فقد كشفت المعلومات أن القوة الاكبر على الأرض اصبحت بيد المشايخ الدروز وهم ينقسمون إلى مجموعات مسلحة يبلغ تعدادها مجتمعة الآلاف وكل مجموعة تحوي نحو ٢٠٠ إلى ٣٠٠ عنصر مسلّح بإستثناء جماعة الداعي عمار التي يتجاوز عددها الـ ٥٠٠ مسلح وتتخذ من بلدة دير قوبل المتداخلة مع الشويفات مقراً لها وتقيم فيها منطقة أمنية مغلقة.
من هنا، تُشير المصادر إلى إصرار حزب الله على إقامة افضل العلاقات مع الأطراف السياسية والدرزية من جنبلاط إلى إرسلان إلى وهاب الذي زاره مؤخرا حزب الله في بلدة الجاهلية رغم الملاحظات التي أبداها على استمرار الحرب. فهل نحن مقبلون على إشكال داخليّ أم أن القوى الأمنية والوعي عند القيّمين سيجنّب لبنان مرارة الإقتتال الداخلي؟