لماذا يحمل سفير إيران لدى لبنان جهاز “بيجر”؟
ذهب خبراء إلى أن حمل السفير الإيراني لدى بيروت، مجتبى أماني، جهاز “بيجر” يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية، كما يوضح مدى خضوع ميليشيا “حزب الله” للسفير، وانعدام سيادة الدولة اللبنانية.
ولم تستغرب مصادر دبلوماسية وعسكرية لبنانية، أن يكون السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، من ضمن المصابين في تفجيرات أجهزة “بيجر” ضمن شبكة الاتصالات التي تجمع قيادات وعناصر عسكرية في ميليشيا “حزب الله”.
وتحدثت المصادر عن أن حمل السفير الإيراني جهاز “بيجر” يوضح أن مهام عمله هي متابعة العمل العسكري والسياسي لميليشيا “حزب الله” والإشراف عليها في أدق المستويات، ليس القيادي فقط، ولكن القاعدي أيضًا، وهو يوضح مدى خضوع هذه الميليشيا لسفير إيران، والأخذ بأوامره، وأيضًا اطلاع الأخير على تفاصيل إستراتيجية وعسكرية تخص الدولة، ويوثق انعدام سيادة الدولة اللبنانية.
وأكدت مصادر عسكرية لبنانية، أن وجود جهاز يعمل ضمن شبكة اتصالات لتنظيم عسكري أو سياسي داخلي هو “حزب الله” مع سفير أو دبلوماسي، يعد خرقًا لأعراف وسيادة الدولة اللبنانية، لا سيما مع هذا الانخراط المتبع والمثبت بأن ميليشيا “حزب الله” ذراع عسكرية إيرانية، ولبنان بالنسبة لقياداته وأصحاب فكره ليس أكثر من محطة لخدمة “ولاية الفقيه”.
ولفتت المصادر في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إلى أن هذا المشهد هو نوع من اختراقات السيادة اللبنانية المتعلقة في الأساس بوجود سلاح لتنظيم أو ميليشيا، أعلى وأقوى من سلاح مؤسسة الدولة وهو الجيش، بعد أن بات سلاح ومؤسسات الدولة منحصرة لصالح وفي يد تنظيم سياسي هو في الحقيقة صاحب ولاء لدولة أخرى أو فكرة “ولاية الفقيه” الإيراني أكثر من الانتماء للدولة اللبنانية.
وبينت المصادر، أن وجود نوعية من الأجهزة “بيجر” الذي يتابع وينسق من خلاله عمل تنظيم عسكري داخل البلد في يد سفير دولة أجنبية، يوضح مدى خضوع هذا التنظيم لسفير هذه الدولة والأخذ بأوامره، وأيضًا الاطلاع على كافة التفاصيل الإستراتيجية والعسكرية التي تخص الدولة، كما يوثق انعدام سيادة الدولة اللبنانية.
فيما قالت مصادر دبلوماسية لبنانية، إن السفير الإيراني في بيروت على مدار العقدين الماضيين مع تغير الأسماء، بمثابة المرشد الأعلى لـ”حزب الله” في لبنان، وله صلاحيات أقوى من رئيس الجمهورية عندما كان هناك رئيس للبلاد قبل الفراغ الرئاسي، وذلك في ظل هيمنة “حزب الله” على كافة مؤسسات الدولة اللبنانية من مجلس النواب ومؤسسات الاتصالات وجهات أخرى مالية واقتصادية، فضلًا عن امتلاك التنظيم قوة السلاح الحقيقية في البلاد.
وأوضحت المصادر أن السفير الإيراني في بيروت، يكون في الأساس أحد أهم قيادات “الحرس الثوري”، ويكون معنيًا أمام إيران بتطوير شؤون الذراع الأهم لدى إيران في المنطقة وهي ميليشيا “حزب الله”، والتي تفرض من خلالها طهران وجودها الإقليمي والدولي بشكل كبير .
وعن عواقب ذلك لِما فيه من تعدي السفير الإيراني على سيادة الدولة، سخرت المصادر بالقول إن الدولة ككيان تكون حاضرة بالفعل عندما يكون لها رئيس ومؤسسات تقوم عليها، وليست لجانًا يتم تحريكها عبر هذا السفير من طهران لخدمة المصالح التوسعية لإيران منذ عام 2006 بشكل علني، ما أفرغ لبنان من سيادته.