أسابيع أكثر سخونة تنتظرنا.
ما حصل في اليومين الماضيين من تفجير الأجهزة اللاسلكية و”البيجر” التي يستخدمها عناصر حزب الله قد يكون أخطر الأحداث منذ بدء الحرب. وكشف مصدر أمني لبناني كبير أنّ الموساد زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال “بيجر” تايوانيّ الصنع، طلبها حزب الله قبل أشهر من وقوع التفجيرات، وفق “رويترز”. كما كشفت مصادر أخرى لموقع “أكسيوس” أنّ أجهزة الاتصال اللاسلكية التي فُجّرت بالأمس تمّ تفخيخها مسبقًا من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومن ثمّ تسليمها إلى “حزب الله”. فهل
لبنان أمام أسابيع أكثر خطورة وسخونة؟ وكيف سيكون ردّ حزب الله؟
“ما حصل نقل الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى مرحلة جديدة” يقول العميد المتقاعد خالد حمادة لموقع mtv، مضيفاً: “تلقّى حزب الله ضربة كبيرة على مستوى نظام القيادة والسيطرة والاتصالات، بعدما اعتقد أنّه نظام آمن عقب الاستغناء عن استخدام الأجهزة الخلويّة”.
لا شكّ أنّ هذه الضربة ستكون لها تداعيات عملانية على سلسلة القيادة لحزب الله وعلى إمكانات عملانية وأمنية، فهل تنقل الصراع إلى حربٍ أوسع؟
يعتبر حمادة أنّ الصراع يتّخذ أشكالاً مختلفة ولكن القاسم المشترك أن إسرائيل اعتمدت خيار الاعتداء باعتماد التقنيات الاستخبارية والمرتكزة على الاتصالات وجمع المعلومات وملاحقة الأهداف، متابعاً: “لا أقول إنّ ما حصل هو بداية لحرب أوسع. وهذا النسق المعتمد دخل عليه معطى جديد وخطير جدًّا هو تفجير منظومة الاتصالات، وهذا ما سيجعل حزب الله يبحث جاهداً عن كيفية ترميم منظومة الاتصالات لديه وعن كيفية إعادة الحياة إلى منظومة القيادة للاستمرار في الصراع والحفاظ على قدراته للمواجهة. وبالتالي، نحن في خضمّ حرب كبيرة والخسائر في صفوف حزب الله كبيرة جدًّا، ولهذه الحرب شكل مختلف عن الحروب السابقة، تبعاً للتقنيات التي باتت مستخدمة في الحروب. ولذلك، لا أميل للحديث عن أنّ الحرب الشاملة هي حرب جسور وحرب محطات كهرباء وبنى تحتية، وأعتقد أنّ إسرائيل لن تذهب إلى هذا النوع من المواجهة على الأقل في هذه المرحلة”.
أمّا عن ردّ الحزب، فقال حمادة: “أعتقد أن حزب الله يجب أن يكون اليوم في لحظة تأمّل حول مستقبل هذا الصراع وحول مجموعة من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها، وهي: كيف يجب الاستمرار في هذا الصراع؟ هل الأساليب التي استخدمت في السابق هي الأساليب الناجعة؟ هل عنوان مساندة غزّة أوصلنا إلى مساندتها فعلاً وإلى حماية لبنان؟ هل يجب الاستمرار في هذا النفق أم يجب البحث عن وسائل مواجهة أخرى؟”.
وختم: “أعتقد أنّه يجب على حزب الله الذهاب نحو خيارات أكثر عقلانية باختيار أساليب المواجهة التي تتناسق مع نقاط قوة لبنان ووحدته الوطنية”.