أبرز الأخبار

الحزب يتحضر للمعركة البرية: آلاف المقاتلين من اليمن والعراق وايران

بدأت اسرائيل عدَّها العكسي لانهاء ملف حدودها الشمالية مع لبنان عبر عملية عسكرية لم تُفصح القيادة السياسية والعسكرية عن مضمونها وحدودها، ورشحت أجواء التصعيد بعد زيارة المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الى تل أبيب التي جاءت سلبية في ظل تمسك نتنياهو وحكومته بالخيار العسكري ضد حزب الله عقب استنفاد الحلول الدبلوماسية وابقاء الحزب على خيار الميدان مشترطا وقف العدوان على غزة قبل الحديث عن أي حل آخر.

وأمام هذا الواقع المستجد بدأت الاطراف المعنية بالصراع درس خياراتها والاحتمالات الهجومية كما الدفاعية التي من المفترض أن تعتمدها خلال التصعيد الميداني الذي تحدثت عنه تل أبيب. وفي هذا الاطار تؤكد مصادر ميدانية في حزب الله أن الاعلان الاسرائلي لم يفاجئ الحزب الذي تحضر في وقت سابق لمثل هذه القرارات وتم تجهيز دفاعاته الصاروخية ومجموعاته المقاتلة وهم من النُخب، مشيرة الى أن الالوية المقاتلة وهي بالآلاف تتحضر لأي سيناريو قد تقدم عليه اسرائيل بما فيها الهجوم البري ان على الحدود الجنوبية أو عبر البقاع كما يتم الترويج له عبر الاعلام. وكشفت المصادر عن اجتماع جرى في الاسابيع القليلة الماضية بين قيادات عسكرية بارزة في الفصائل المقاتلة في اليمن والعراق وسورية اضافة الى الحزب، مع قيادات في الحرس الثوري الايراني للتنسيق والتشاور والاستعداد لأي مواجهة محتملة في الجنوب اللبناني أو الجنوب السوري، مع الاخذ بعين الاعتبار تواجد أكثر من طرف اقليمي ودولي على الساحتين الامر الذي يوجب الحذر والتكتيك المنهجي يُسهل الحركة على الاجنحة العسكرية ولا يُربكها.

ينتظر الحزب التوغل البري الاسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية كونه عنصرا مساعدا على كشف تحركات الجنود وآلياتهم كما أن المقاتل يكون أكثر مرونة في الحركة للوصول الى هدفه خصوصا وأنه على دراية بتضاريس المنطقة حيث ينفذ مهمته العسكرية فيها، في مقابل الارباك الكبير للعدو الذي يعتمد أكثر على سلاح الجو لتأمين تحركاته البرية. ويأتي التحذير الاميركي لاسرائيل من مغبة فتح الحرب على الجبهة مع لبنان، بعد ورود تقارير تؤكد تدفق آلاف المقاتلين من العراق واليمن نحو الجنوب وهم على أُهبة الاستعداد لمواجهة أي توغل بري في الجنوب.

يجزم الحزب بأن سيناريو غزة لن يتكرر في الجنوب وما يتم تحضيره سيكون مفاجئا ومرعبا للاسرائيلي، فالجنوب بعكس القطاع الفلسطيني حدوده مفتوحة وللمقاومة قدرة كبيرة على نقل السلاح عبر خطوط الامداد التي لم تتمكن الغارات الاسرائيلية منها، وهو ما يتقاطع مع الخشية الامنية الاسرائيلية من غرق الجيش في وحول الجنوب اللبناني، اذ ان ما تحت الارض أكثر بكثير من ما يظهر فوقها، حيث تؤكد أجهزة الامن الاسرائيلية أن لدى الحزب قدرات كبيرة مخزنة داخل أنفاق تم تجهيزها خصيصا لحروب الاستنزاف الطويلة التي تخشى منها الجيوش النظامية.

في مقابل هذه الجهوزية، تبقى العودة الى طاولة المفاوضات واردة بأي لحظة مع توافر الشروط التي قد تدفع بحكومة نتنياهو الى الذهاب بتسوية مع حركة حماس تعيد ما تبقى من رهائن، على أن يتكفل الاميركي بالتشاور غير المباشر مع الايراني في رسم الحدود البرية بين اسرائيل ولبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى