أبرز الأخبار

مجزرة “البايجر” تطال مرافقي السيد: إسرائيل اخترقت الأجهزة الإيرانية؟!

الجريدة الكويتية – القدس

في اختراق أمني كبير لاتصالات «حزب الله» اللبناني وإيران، يظهر وجود ثغرة تكنولوجية كبيرة لمصلحة تل أبيب، أصيب نحو 3 آلاف شخص، بينهم عدد كبير من عناصر الحزب، إضافة إلى مدنيين، في انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكية محمولة لتبادل الرسائل، بمناطق متفرقة من لبنان وسورية، حمَّل الحزب إسرائيل المسؤولية عنها، متعهداً بالرد.

جاء الهجوم الإسرائيلي، الذي دمر عملياً وسيلة اتصال بدأ الحزب اعتمادها أخيراً بعد تعرض عناصره لاختراقات كبيرة على أجهزة الهواتف الخليوية، بعد ساعات من اتفاق الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة على توسيع أهداف حرب غزة لتشمل الجبهة الشمالية مع لبنان من خلال إدراج بند إعادة النازحين من الشمال إلى منازلهم. وأفادت إحصاءات غير نهائية بإصابة 2800 شخص ومقتل 10 بينهم طفلة على الأقل.

وأظهرت أشرطة مصورة من الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، ومن مناطق تواجده في الجنوب والبقاع، مشاهد مرعبة لتساقط أشخاص في الأسواق والطرقات بعد انفجارات أجهزة «بيجر» للنداء المخصصة لتبادل الرسائل والتي يمكن وضعها بسهولة في الجيب.

وقالت وسائل إعلام سورية إن 14 من الحزب على الأقل أصيبوا بانفجار أجهزتهم في سورية. ومن بين القتلى نجل النائب في الحزب علي عمار فيما تعرض نجل النائب في الحزب حسن فضل الله لإصابات بالغة.

وعلمت «الجريدة» أن ثلاثة من مرافقي الأمين العام للحزب حسن نصرالله أصيبوا بالهجوم في حين لم يتعرض زعيم الحزب الذي يتمتع بإجراءات أمن مشددة لأية إصابات. وأفادت مصادر مطلعة «الجريدة» أنه بعد تخلي الحزب عن أجهزة الخليوي، رصدت إسرائيل توجه الحزب لاستخدام أجهزة «بيجر» التي تعمل على التواصل اللاسلكي وعبر الاتصال الأنالوغي أي اللاسلكي المتطور. وبحسب المصادر، يبدو أن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى الشحنات وتبديلها بأخرى ملغمة بعبوات صغيرة يمكن تفجيرها عن بعد تؤدي إلى انفجار البطارية.

وأضافت المصادر أن شركة إيرانية ـ لبنانية استوردت الأجهزة وسط تضارب للأنباء ما إذا كان مصدر الأجهزة، التي لا تزال تستخدم في بعض المجالات الطبية، دولة عربية أو تايوان. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مصدر أجهزة الاتصال التي تم تفجيرها في لبنان هو شركة «تيليريم» الإيرانية، وإن جهاز «الشاباك» الإسرائيلي استطاع اختراقها والوصول إليها وتفجيرها. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن شركة «لوبك» إنترناشيونال الأمنية أن سبب انفجار أجهزة الاتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة.

وأثار توقيت الهجوم تساؤلات ما إذا كان مقدمة لهجوم إسرائيلي واسع على «حزب الله» عبر الحدود في جنوب لبنان، وذلك بعد أن أبلغ المسؤولون الإسرائيليون المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار إسرائيل أن العمل العسكري بات ضرورة إسرائيلية مع انسداد نافذة الحل الدبلوماسي الذي تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر، ويسمح لإسرائيل بإعادة الآلاف من سكان الشمال الذين فروا من المواجهات مع الحزب إلى منازلهم. كما جاءت الخطوة بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط محاولة للحزب لاغتيال شخصية أمنية رفيعة بواسطة عبوة ناسفة كانت مرتبطة بمنظومة تحكم عن بعد ومزودة بكاميرا وهاتف نقال.

وذكرت تقارير أن المستهدف كان رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي. ولم يستبعد خبراء ومحللون أن يكون الهجوم الإسرائيلي رداً على محاولة الاغتيال أو رداً على الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون أخيراً باتجاه تل أبيب. وفي طهران، أشارت التقديرات إلى أن إسرائيل ربما تريد استدراج «حزب الله» إلى رد واسع تبرر به شن هجوم على جنوب لبنان. وكان الحزب تجنب في البداية اتهام تل أبيب، معلناً أنه فتح تحقيقاً في الانفجارات المتزامنة، لكنه عاد بعد وقت قصير ليحمل إسرائيل المسؤولية، متعهداً بـ «قصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب».

وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية تقديرات أمنية بأن حزب الله كان ينوي شن هجوم على تل أبيب، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت متحصنان تحت الأرض. وفيما بدا أنه توقعات برد قوي من الحزب، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الإسعاف الإسرائيلي دعا إلى بدء عمليات تبرع بالدم في مدينة حيفا، وإن قوات الأمن والجيش في حالة تأهب قصوى والطيران الحربي يطير في الأجواء الحدودية مع لبنان.

السفير الإيراني في لبنان بين المصابين

أثار الإعلان عن إصابة السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني في موجة الانفجارات التي استهدفت أجهزة «بيجر» التي يحملها عناصر حزب الله تساؤلات حول مخالفته الأعراف الدبلوماسية، عبر لعبه دوراً في اتصالات حزب الله العسكرية. وأشارت مصادر إيرانية لـ «الجريدة» إلى أن أماني الذي تعرض لإصابة في خاصرته تطلبت عدداً من القطب، كان مجتمعاً مع مسؤول في «حزب الله» لدى الانفجار، ملمحة إلى أن الجهاز المنفجر كان بحوزة المسؤول اللبناني الحزبي لا مع الدبلوماسي الإيراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى