أبرز الأخبار

هل هناك علاقة بين نصرالله وجعجع ؟

هل هناك علاقة ما بين نصرالله وجعجع على خلفية ما يقوله كل منهما؟ أقرب جواب الذي يتصل بالواقع الفعلي وليس الافتراضي، هو أنّ الحل بيد الولايات المتحدة وما ستنتهي إليه الانتخابات الرئاسية هناك. فإذا كان هناك من حل لغزة فسيكون هناك حل لجبهة الجنوب، أما ما ليس له صلة بين نصرالله وجعجع على الإطلاق فهو الدولة التي لا يريد نصرالله قيامتها، في حين يتطلع إليها جعجع حتى يوم القيامة

كتب أحمد عياش لـ”هنا لبنان”:

أتى عنوان المقال من عنوان مشابه للمقابلة التلفزيونية التي حملت عنوان “بين بشير وسمير”. وجاءت المقابلة في مناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل. وفيها تحدث رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ملياً عن هذه الذكرى.
ما بين مؤسس “القوات اللبنانية” الرئيس الراحل بشير الجميل وبين قائدها ورئيس حزبها لاحقاً سمير جعجع، علاقة عميقة ما زالت تروى. لكن هل هناك علاقة ما بين أبرز شخصية في “حزب الله” ماضياً وحاضراً ،أي الأمين العام حسن نصرالله وبين الزعيم المسيحي الأول حالياً سمير جعجع؟
يأتي الجواب من واقع لبنان في هذه المرحلة من تاريخه. ولو اردنا المقارنة بين نصرالله وبين شخصية مماثلة في تاريخ لبنان لوجدنا ان هذه الشخصية جسدها بشير الجميل قبل رحيله في 14 أيلول عام 1982 . وكان الأخير في ذلك الوقت يقف على مسافة أيام من بدء مرحلة رئاسة الجمهورية التي صارت له بعد أسابيع من انتخابه.

ما هي الأجوبة التي يمكن أن يعطيها العالم الافتراضي رداً على أسئلة تتمحور حول الاحتمال الآتي: “ماذا كان سيحصل لو بقيَ بشير الجميل حيًّا ودخل معترك رئاسة لبنان”؟

في المقابل، يقف نصرالله على مسافة تبدو قصيرة حيال مصير لبنان الذي تهب عليه عواصف حرب مرتقبة. ومن آخر نماذج هذه الحرب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية مساء السبت الماضي أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية ضد “حزب الله” في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان. ولا مبالغة في القول، أنّ نصرالله الذي اتخذ في تشرين الأول العام الماضي قرار فتح جبهة القتال في الجنوب بيده إذا أراد قرار إقفال هذه الجبهة بإعلان الانسحاب من الميدان وترك الأمر بيد الشرعية اللبنانية تنفيذًا للقرار 1701.

يقول جعجع في المقابلة التلفزيونية: “لو بقي بشير على قيد الحياة، لما كان هناك “حزب الله”، ولما كان هناك أي تنظيم مسلح آخر”. إن تقدير جعجع هذا صحيح مئة في المئة وفقاً للعالم الافتراضي. وكان من المؤكد، أنّ الجميل أراد عام 1982 أن يقود لبنان – بعد حرب مدمرة شنتها إسرائيل لإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح، ونجحت في ذلك- إلى إعادة وقوف الدولة على قدميها . وهذا يعني أولاً أن لا سلاح غير سلاح الشرعية.

لكن رياح مصير لبنان هبت بما لا تشتهيه سفينة السلام اللبنانية. وبالتالي، لم يغيّب انفجار الأشرفية قبل 42 عاماً بشير الجميل فحسب، وإنما غيّب أيضاً مشروع الدولة حتى يومنا هذا.

في أي حال ، إنّ ما بين نصرالله اليوم الذي أتى من زمن اللادولة، وبين جعجع الذي حمل راية دولة كان يتطلع بشير الجميل إلى قيامها، الكثير من التوقعات التي سترسم مصير لبنان في مرحلة مقبلة لا أحد يعلم متى يحين أوانها.

في آخر إطلالة لنصرالله في ختام يوم عاصف من المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” في 25 آب الماضي، قال :”إنّ أي آمال، أي آمال لإسكات جبهات الإسناد سواءً في لبنان أو في اليمن أو في العراق،(غير واردة)، ما يعني أنّ هذه الجبهات مفتوحة فعلاً. إنّ ما بدأناه منذ 11 شهراً سَنُكمله إن شاء الله، لن نتخلى على الإطلاق مهما كانت الظروف والمخاطر والتهديدات والتحديات والتهويلات وأيضاً التضحيات. لن نتخلى لا عن غزة ولا عن أهل غزة ولا عن المقاومة في غزة ولا عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين”.

في المقابل، يقارن جعجع بين زمن بشير وبين زمنه، فيقول: “القوات” لا تزال تواجه المشاكل عينها والعقبات ذاتها التي واجهها بشير. كان هو يواجه التنظيمات المسلحة الفلسطينية، في حين لدينا نحن اليوم “حزب الله” الذي هو أصعب لسبب بسيط، وهو أن أولئك (الفلسطينيين) كانت نقطة ضعفهم كبيرة في عصب وجودهم، باعتبار أنهم غرباء وموجودون على الأراضي اللبنانية. في حين أن “حزب الله” لبناني. الصعوبة الثانية كانت سوريا ومحاولاتها للهيمنة على لبنان، أما الآن فجل ما في الأمر أنها استبدلت بإيران، التي هي أكبر بكثير من سوريا وأذكى بكثير في تصرفاتها من سوريا”.

ماذا لو وقعت الحرب التي ستدخل لبنان في متغيّرات قد تقلب أوضاع هذا البلد رأساً على عقب؟

آخر الأجوبة التي قدمها “حزب الله” على هذا السؤال جاءت على لسان نائب الأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم. فهو قال :”أنَّ حزب الله لا يمكن أن يقف متفرجاً أمام اعتداءاتهم، بل سيبقى بالمرصاد ويرد الصاع صاعين مرفوع الرأس لا يهاب لا تهديدات ولا دولاً كبرى”.

أما جعجع عندما سئل في مقابلة أجرتها قناة تلفزيونية خليجية هل يمكن أن يستمر الوضع في جبهة الجنوب على ما هو عليه سنة أخرى، فأجاب :”لا أعتقد أن الوضع في الجنوب سيستمر سنة هكذا .أنا أعتقد أنها مسألة أسابيع أو أشهر”. ورأى أن الحل في الجنوب أو في المنطقة “يتقاطع في الوقت الحاضر مع انتخابات رئاسية أميركية. وهذا الحل من هون وطالع بدو أميركا”.

هل هناك علاقة ما بين نصرالله وجعجع على خلفية ما يقوله كل منهما؟ أقرب جواب الذي يتصل بالواقع الفعلي وليس الافتراضي، هو أنّ الحل بيد الولايات المتحدة وما ستنتهي إليه الانتخابات الرئاسية هناك. فإذا كان هناك من حل لغزة فسيكون هناك حل لجبهة الجنوب . أما ما ليس له صلة بين نصرالله وجعجع على الإطلاق فهو الدولة التي لا يريد نصرالله قيامتها، في حين يتطلع إليها جعجع حتى يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى