الرواية الكاملة لإختطاف نقولا سماحة
المصدر: ليبانون ديبايت
مع استمرار تفاعل قضية اختطاف عضو بلدية بولونيا نقولا سماحة، تحاول الجهة الخاطفة وهم من الأشخاص المحسوبين على آل المر بعد أن تقدّم سماحة بشكوى شخصية أمام النيابة العامة التمييزية، ذر الرماد في العيون للتعمية على عملية الخطف التي أصبحت تفاصيلها أمام القضاء بعدما كانت سابقاً لدى الأجهزة الأمنية، والقول تارةً أن المخطوف ملاحق بجرم رشوة، وتارةً أخرى أن القضية قد نُظرت من قبل القضاء سابقاً، وصولاً إلى اعتبار زيارة المخطوف إلى “العمارة” (المركز الرئيسي لآل المر) صك براءة للخاطفين.
وحاول رئيس بلدية بولونيا جورج الكفوري الترويج، أن الخلاف مع سماحة جاء على خلفية قبض رشوة للإستقالة من البلدية، وقد تقدّم بشكوى ضده وضد الراشي.
وفي الشكوى التي تقدّم بها سماحة إدعى على كل من: الياس المر المعروف بـ”أبو هيثم”، الياس المر المعروف بـ”الياس الشريف”، شربل وهبي أو صليبا، جورج كفوري رئيس بلدية بولونيا، ومجهولين.
وذكر في الشكوى كيف قدّم إستقالته التي قبلها محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، وكيف تمّت عملية الخطف حيث أقدم مسلّحون على اختطافه من منزله أمام أعين ابنته ذات الأربع سنوات وأمّه المسنّة وشقيقه وكان من ضمن المجموعة شربل وهبي أو صليبا وهو كما يعرف عنه أنه مسؤول أمني في بناية العمارة في عمارة شلهوب الزلقا، وقامت المجموعة بخطفه بالقوة وضربه وتعنيفه وإدخاله عنوة داخل سيارة، حيث قاد السيارة المدعو شربل وهبي وإلى جانبه الياس المر (أبو هيثم) والذي سأله، “هل تعلم ماذا يحصل بمن يغدر بالعمارة؟ هلق بتعرف”.
وطلب منه أحد الخاطفين الرجوع عن الإستقالة، فرفض، لكنهم هددوه بطريقة غير مباشرة عن إحتمال تعرّضه وابنته لحادث سير، وقد تمكّن من التعرف على رئيس البلدية جورج الكفوري في المكان الذي وصلوا إليه تحت الأرض، واستمر ضربه وتعنيفه وتهديده واستجوابه من قبل المدعو الياس المر (الياس الشريف) عندها وافق على طلبهم بالعودة عن الإستقالة، فأخذوه إلى كاتب العدل في برج حمود شربل فاخوري، حيث كان كتاب الرجوع جاهزاً لكن لم تكن هويته بحوزته فتعهد الياس الشريف بأن يحضرها في اليوم التالي وقبل كاتب العدل بذلك، وبعد توقيع الكتاب أعادوه إلى المنزل وأمروه بإحضار الهوية تحت التهديد، ولم يعيدوا إليه الهوية حتى الساعة.
وبناءً على المواد القانونية التي تنصّ على تأليف عصابات والإقدام على الضرب والإيذاء وحرمان الحرية اتخذ نقولا صفة الإدعاء الشخصي بحق المدعى عليهم، وكل من يظهره التحقيق فاعلاً وشريكاً.
وكي لا تمرّ عملية الخطف مرور الكرام، على الكاتب بالعدل شربل فاخوري توضيح حقيقة ما حصل ومن اتصل به وخطّط لموضوع الإفادة التي وقّعها المخطوف نقولا سماحة وكيف قبل توقيعه دون إبراز هويته ومن أحضر الهوية فيما بعد؟ وكيف سوّغ لنفسه مجاراة الخاطفين في فعلتهم دون التأكد من هوية الشخص الذي يقف أمامه أو من حريته في اتخاذ قرار الرجوع عن الإستقالة؟ وأين وزارة الداخلية من محاسبة رئيس البلدية المشارك في عملية الخطف؟
والأهم هو الوصول إلى المحرّضين والمخطّطين وداعميهم بغضّ النظر عن مكانتهم السياسية أو المالية، لأن المواطنين في منطقة المتن ومعهم الرأي العام بأكمله ينتظرون من القضاء والأجهزة الأمنية إظهار الحقيقة كاملة منعًا للتفلت وإعلاء منطق الميليشيات على منطق الدولة وعدم السماح لأي نافذ أن يعتدي بعد اليوم على حقوق المواطنين بعيدًا عن منطقة الدولة، وهم سيتابعون هذه القضية حتى النهاية.