أخبار محلية

حزب الله يعتمد تكتيكات الجيش الأوكراني

ميشال نصر – الديار:

بين حدي، تصريح ئيس أركان الجيش الإسرائيلي “هرتسي هاليفي”، من أن قواته “تستعد لاتخاذ خطوات هجومية داخل لبنان”، قبيل ساعات من جولة غارات وقصف غير مسبوقين، وكشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب عن ابلاغ تل ابيب بيروت عبر وسطاء، انها غير مهتمة بوقف للنار مع لبنان، عادت الساحة الجنوبية الى الواجهة، في ظل عطلة نهاية اسبوع ادخلت معها ملف الحاكم السابق لمصرف لبنان، والمساعي الرئاسية، استراحة قصرية.

استراحة لم يعرفها مقاتلو حزب الله منذ تحريك جبهة الاسناد الجنوبية، بكل فروع الحزب العسكرية، العاملة على ابتكار واختراع السبل التي تسمح للحارة بان تسبق تل ابيب خطوة الى الامام، وفقا للمتابعين، على سلاح المسيرات الذي اثبت قدرته على احداث خرق كبير، سواء عسكري او معنوي في الجبهة الاسرائيلية.

وفي جديد انجازات الحزب وخططه وتكتيكاته، استفادته من خبرات الجيش الاوكراني في مواجهة القوات الروسية، اذ بينت عملية تحليل عشرات التسجيلات المصورة التي بثها حزب الله لعملياته العسكرية التي نفذها ضد مواقع وثكنات عسكرية اسرائيلية ، خلال الاشهر الاربع الاخيرة، ان سلاح المسيرات في الحزب بدأ باعتماد نوع جديد من المسيرات، انتشر اسخدامه بشكل واسع من قبل الجيش الاوكراني، العامين الماضيين، الحق اضرارا وخسائر فادحة بالجيش الروسي،  معروف باسم ” FPV  “،

فوفقا لمصادر تقنية، خبيرة في شؤون الطائرات المسيرة، اشارت الى ان هذه المسيرات تختلف عن المسيرات العادية، لمجموعة من الخصائص ابرزها:

-سرعة طيرانها، اذ بامكانها بثانية واحدة الانتقال من سرعة صفر الى مئة كيلومتر في الساعة، بسبب خفة وزنها، وقدرة ارتفاعها، ما يعطيها قدرة فائقة على الوصول الى اهدافها.

-صغر حجمها، ما يمنحها قدرة كبيرة على المناورة، فهي قادرة على الدخول من النوافذ، وفتحات التهوئة، وكذلك المداخن المنتشرة على اسطح المباني، لضرب اهدافها واصابتها بدقة.

-كلفتها الرخيصة نسبيا، رغم التحديثات التي ادخلها مهندسو حزب الله عليها، لجهة مسافات الطيران، واجهزة الرؤية المزودة بها، وكذلك “المجسات” التي تحميها من الارتطام بالعوائق.

-امكان ادخال تعديلات عليها، تسمح بتزويدها بمختلف انواع القنابل والذخائر المتوسطة، من قذائف ال “آر.بي.جي” الى القنابل اليدوية على انواعها، مرورا بقذائف الهاون، التي يمكنها الحاق اضرار كبيرة خصوصا بالافراد، عن مسافات كبيرة، وهو ما نجح الحزب في تطويره.

-قدرتها على التحايل على مختلف الدفاعات الجوية، وتجنب الرادارات واجهزة المراقبة، كما يساعدها صوتها الخفيف على التسلل الى اهدافها دون ملاحظتها.

-آلية تحريكها المميزة، حيث انها لا تحتاج الى جهاز هاتف او تابلت او كومبيوتر، كما هي حال المسيرات العادية، انما عبر نظارات خاصة، تسمح لمشغلها، بالتحكم بها، لقدرته على رؤية ما تراه المسيرة في اللحظة نفسها، وبالتالي هو قادر على توجيهها بالسرعة المطلوبة.

– اما بالنسبة للمدى الذي يمكنها بلوغه، فهو يختلف اعتمادًا على عدة عوامل، بما في ذلك جودة المعدات والظروف البيئية والقيود التنظيمية، الإعداد الصحيح في ظل الظروف المثلى، ما يمكنها من تحقيق مسافات تصل إلى عدة كيلومترات. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الطيران خارج خط الرؤية المرئية (BVLOS) غالبًا ما يكون محظورًا دون إذن خاص بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والتنظيم. وهنا يبدو ان حزب الله استطاع ادخال تعديلات اساسية على هذه المسيرات سمحت لها بان تطير لعشرات الكيلومترات.

وتتابع المصادر، بانه على ما يبدو ان حزب الله وخلال عملية “اربعينية الحسين”، وفي هجومه الذي استهدف مبنى الوحدة 8200، قد استخدم عددا من تلك المسيرات، التي انفجرت داخل المبنى بعد تسللها من النوافذ، وفقا لاهداف كان حددها الحزب سابقا، ونشر صورها بعد الاستهداف.

عليه، يبدو ان مشكلة جديدة ستواجه الجيش الاسرائيلي، الذي يسعى الى ايجاد الوسائل الكفيلة بحل معضلة الطائرات المسيرة، بعد فشل منظوماته للدفاع الجوي في اعتراض مسيرات الحزب العسكرية من استطلاعية وانقضاضية وحتى تلك المسلحة، فكيف بالاحرى مواجهة هذا النوع منها، وقد شوهدت بحوزة مقاتلي حزب الله في الضاحية الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى