أبرز الأخباربأقلامهم

هل يهدي بري باسيل مقعداً جزينياً؟

 

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

بات من الثابت أن التيار الوطني الحر اتخذ قراره بالتحالف مع حركة أمل على القطعة بعيداً عن المبادىء التي اعلنها لدى تأسيسه.
فهو تراجع عن كل طروحاته ومبادئه المتعلقة بمحاربة الفساد،وأعلن جهاراً أن الرئيس بري لم يعد “بلطجياً” ولا فاسداً، بل شهر إعلاناً قوامه أن لا غنى عن التوافق مع كل الفرقاء السياسيين بمن فيهم بري.
هذا الشعار المستجد يواجه حالياً ضمن اروقة التيار بمواقف “الصقور” المتشددة داخل التيار، وقد سبق وردد باسيل مراراً أنه دفع أثماناً من شعبيته في سبيل المحافظة على حد ادنى من كتلة مسيحية وازنة مقابل ازدياد عدد كتلة القوات اللبنانية على حساب ترنح شعبية التيار.
جزء من قوة البرتقاليين باتت تأتي بفعل رافعة الثنائي في وقت تعاني العلاقة بين الفريقين من المد والجزر، وبين رفض وحدة الساحات، وضرورة الاصطفاف خلف المقاومة، ضاعت شعارات التيار ولم يعد يعرف ما اذا كان الاخير مؤيداً لجمع سلاح الحزب وانضوائه تحت لواء الجيش اللبناني أم داعماً لسلاح المقاومة ما دام هناك “كيان غاصب”….
أبرز قلاع التيار التي كان يعول عليها أيام “العز” قضاء جزين التي شهدت معركة “العلمين” بين التيار والقوات،والتي ادت الى انتزاع القوات مقاعد التيار التي طالما تباهى بالفوز بها منذ العام ٢٠٠٥.
اليوم يتطلع التيار إلى أم المعارك بعد عامين في جزين، ولا يجد سوى الرئيس بري ورافعته لتبادل الأصوات للانتصار على خصمين لدودين : القوات اللبنانية والنائب السابق زياد أسود الذي تمكن في المعركة الأخيرة من كسر شوكة رئيس الحزب جبران باسيل وعلمته درساً مفاده أن له شعبيته وأنصاره في جزين ولو لم يكون هؤلاء متحالفين مع القوات اللبنانية ولا يمنحون أصواتهم لبري.
وبين رافعات كسروان وجبيل والمتن الجنوبي وسائر الأقضية،ثمة رافعة يعول عليها باسيل في جزين وهي تبقى رهن التجاذبات السياسية حيث يشكل هذا القضاء أكبر عملية خلط أوراق ومسرح للكباش بين الثنائي والتيار والقوات ناهيك عن مركز الثقل المسيحي لدائرة إنتخابية حاول اجتياحها وخردقتها قانون الانتخاب الهجين لكن بقيت ترجمة معالم المواجهة المسيحية التي تدفع تيار باسيل إلى تنظيم اللقاءات والزيارات دورياً فيها علّ ذلك يقلب معادلتها من جديد وتعيد بناء حلم ال ٢٠٠٥ الذي بددته سياساته، فأضاعت البوصلة والمبادىء معاً وكانت ابرز معالم الإنكسار والإخفاق تراجع كتلة بلغت يوماً ٢٨ نائباً الى ١٦ نائباً حالياً بدعم الثنائي وان الرقم مهدد بالتراجع الى ما دون العشرة نواب بحال إطفاء مَحركات الرافعة وعودتها الى قواعدها خلال الدورة الانتخابية المقبلة.
وبين المبادىء والمصالح اختار التيار المصالح، وهي التي اوصلت مؤسس التيار العماد عون الى الرئاسة ،لكنها جعلته أسيرة تحالفات مشروطة بالكف عن مكافحة الفساد والتطاول على الفاسدين وتأمين الغطاء لهؤلاء وغض الطرف عن النهب والسرقات والاختلاسات والسمسرات…
لقد بات اليوم هذا المسار خيار، لكنه أثبت أنه يوصل إلى الكراسي والمقاعد النيابية… كما يوصل أيضاً وأيضاً إلى جهنم….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com