أبرز الأخبار

جعجع للإعلاميين: الحريري قلّي: “كنت خربتلي بيتي”

لا يتعب رئيس جمعية إعلاميون من أجل الحرية الصحافي أسعد بشارة.. يبدو أن الرجل أخذ على عاتقه الدفاع عن الإعلاميين، والوقوف إلى جانبهم مع مجموعة إعلامية لبنانية عربية تخطت المئتي اسم حتى الآن. وأسعد المنكبّ على التحضير للعشاء السنويّ الأول لجمعيتنا الإعلامية يتنقّل بين صيدا وطرابلس وبين بيروت وكسروان والمتنين من موعد إلى آخر فلا المسافات تتعبه ولا كثرة اللقاءات ترهقه. يتّصل بنا ويبلغنا بمواعيد اللقاءات وفي بعض الأحيان يكون الأمر معكوساً. ولأن الجولة تشمل جميع القوى السياسية التي ترحب بلقائنا اتّصل بي أسعد وأبلغني بموعد لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فكُنت أسعد من أسعد للقاء الحكيم.

في معراب إجراءات أمنية روتينية… الأعداء يتربّصون وجعجع بنظرهم آخر صقور المعارضة، وبعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري وربط النزاع مع الرّئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لم يعد في الميدان إلا رئيس القوات. تستقبلك صديقة الصحافيين ورفيقة الإعلاميين أنطوانيت جعجع بضحكتها المعهودة ويرحّب بك مسؤول جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور بشخصيّته المحببة والقريبة فتدخل معراب المضيافة مرتاحاً وكأنك حقاً في بيتك وبين عائلتك. أما جعجع فله حكاية خاصة… يدخل عليك بهالته السياسية مرحّباً، كلّ باسمه.. ولكي لا نطيل في الوصف وندخل في صلب السياسة يُشعرك جعجع بأن لبنان لن يموت، تدخل محمّلاً باليأس وتخرج محفوفاً بالأمل.

المعركة سياسية في لبنان وليست عسكرية. هكذا استهلّ الحكيم حديثه السياسي في إجاباته على أسئلتنا… فحزب الله بنظره قوة عسكرية لا يستهان بها لكنّه ليس القوة السياسية الأهم في لبنان والدليل عدم قدرة الحزب على فرض رئيس. وفي معرض حديثه عن الإنتخابات الرئاسية يقسّم جعجع البرلمان إلى أربعينات ثلاث. أربعون نائباً معارضاً وأربعون مع حزب الله والآخرون في الوسط ويحدّد ثلاث خيارات أمام الخماسية لا رابع لهم جازماً بأن محاولة الخماسية ستكون الأخيرة.

– مبادرة الإعتدال الوطني باعتماد التشاور يوماً كاملاً في مجلس النواب يليها انتخابات رئاسية مفتوحة.

_ جولة سفراء الخماسية على الأفرقاء السياسيين وتحديد مواصفات الرئيس بحسب التشاور ودعوة الكتل إلى مجلس النواب لإبلاغهم بنتيجة الجولة ومن ثم يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخاب رئيس مفتوحة للوصول إلى رئيس جمهورية.

_دعوة الرئيس بري إلى جلسة انتخاب وفي حال لم ينتخب رئيس يعلق بري الجلسة ولكن لا يختمها افساحا في المجال للتشاور داخل المجلس ومن ثم نذهب إلى جلسات متتالية.

برأي جعجع هذا هو الحل الأقرب على الرغم من قناعته بأن حزب الله ربط موضوع الرئاسة اليوم بأحداث غزة لكن يعتبر أن مهما كانت نتائج الحرب فالحل واحد ولا رئيس للبنان غير سياديّ.

ومن الرئاسة ينتقل جعجع إلى علاقته بالطائفة السنية في إجابته على سؤال الزميل عبدالله بارودي مرحباً بالشيخ بهاء الحريري في لبنان غير متفائل بدور سياسي جديّ له في هذه المرحلة. لكنّ الحكيم أوضح أن من تختاره الطائفة السنية ممثلاً لها ستتعاون معه القوات اللبنانية خصوصاً وأن ما اتُّهم به سابقاً عن دور له في ما تعرض له رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في المملكة العربية السعودية ليس صحيحاً. فبحسب جعجع القوات لم تحرّض على سعد الحريري وكل ما حصل أنها لم تسمّيه لرئاسة الحكومة عام ٢٠١٩ وكانت عدم تسميته انسجاماً مع قناعات القوات ولو عاد بالقوات الزمن اليوم إلى الوضع نفسه فلن تسميه من جديد. وشرح جعجع بإسهاب المفاوضات التي دارت بينه وبين الحريري في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ وقبيل استقالة وزراء القوات كاشفاً أنه اتصل بالحريري وحاول إقناعه باستقالة وزراء المعارضة مجتمعين فأجابه الحريري بأنه يوافق في حال وافق وليد جنبلاط، فما كان من جعجع إلا أن تواصل مع جنبلاط الذي وافق في حال يوافق الحريري، فتراجع الحريري عن موافقته. وأوضح جعجع بأنه قبل ذلك كان قد قام بزيارة الحريري في بيت الوسط طالباً تشكيل حكومة استثنائية لان الوضع الإقتصادي خطير فرفض الحريري اعطاء حقيبة المال لغير الوزير علي حسن خليل منعاً لإغضاب بري وحين طالب جعجع بحقيبة الطاقة قال له الحريري “فيك تحملا؟” فقال جعجع:”أكيد فيي”. فقال الحريري “بيحرقوكن” ردّ جعجع:”ما حدا بيحرق حدا كل واحد بيحرق حالو.” وحين طرح الأمر الحريري مع الرئيس ميشال عون رفض عون الموضوع وقال:” لا اوقّع على حكومة، وزارة الطاقة فيها ليست لفريق الوزير جبران باسيل.”عندها اتصل الحريري بجعحع وقال له: “كنت خربتلي بيتي، خُوت عليي ميشال عون”.

وفي معرض الحديث عن وزراء القوات وعن الفساد الذي أوصل لبنان إلى ما وصل اليه كشف جعجع للإعلاميين أن مع وصول الوزير كميل بو سليمان إلى وزارة العمل اكتشف فضيحة أحد الوزراء الذين سبقوه في الوزارة. وفي التفاصيل أن السفارة الأميركية طلبت ألفين عامل هندي فما كان من الوزير إلا أن طلب رشوة بقيمة ألف دولار عن كل عامل هندي، وهذه عيّنة من الفضائح التي لم يُحاسب عليها أحد برأي جعجع.

وفي ختام اللقاء اعتبر جعجع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس بري وجهان لعملة واحدة، ناعياً الإتفاق الإيراني الأميركي وقال: “الوضع في المنطقة مجنون”. ولا أحد يعلم ما هي السيناريوهات المقبلة متمنياً أن يجتمع اللبنانيون على الثوابت الوطنية لأن وبحسب رأيه لا حلول إلا بالتوافق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى